"نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا"، نعيب الظالم ونحن من شجعه في ظلمه، نعيب الفاسد ونحن من سهل له طريق فساده، نعيب الطامع ونحن من زاد جشع أطماعه ثم نقول (هل نثق بالإصلاح) أي إصلاح وقد غاب أصل الصلاح عنا واستراح.
قبل السؤال حول الإصلاح لنتكلم قليلا حول ما يحتاج الإصلاح من أدوات وإرادة حقيقيتان وواقعيتان في التغيير ولماذا هذه الاسطوانة لا تزال تدار في مشغلات الموسيقى في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاختناقات والانكسارات الاجتماعية، ألم نفهم بعد أن المشكلة الآن ليست في شخوص الإصلاح فقط بل أنها باتت بالنهج المتبع في إدارة شؤون الدولة.
وبالحديث عن الإصلاح هل رأينا توجهات حقيقية في توعية الشارع الأردني والذي يعتبر دستوريا مصدر السلطات ومنه يبدأ الإصلاح، لم نرى إرادة وأدوات حقيقية لذلك فيما سبق، هل نثق في بلورة أهم أداة للإصلاح وهي قانون الانتخاب بعدما وضعوا قانون يعزز المناطقية والعشائرية بشكل تفريقي وبالتالي الفساد أو التوجيه والتدخل في اختيار أعضاء السلطة التشريعية والرقابية.
يقول البعض إن الأردن تعود سياسيا وأنا اعتقد أننا ما زلنا نجهل الطريق الحقيقي بعد، الطريق الذي يؤكد أن كل ما يحدث من حولنا هو حاجتنا فقط لكلمة واحدة وهي العدل في مفهومها الواسع والضيق، العدل في التساوي أمام القضاء العدل في تكافؤ وتوزيع الفرص العدل في العدالة أن نقف تحت ظل القانون وسيادته جميعا بلا استثناء لا يعلو أردني على آخر لسبب ما، كما الشعب مصدر السلطات فالعدل أساس الإصلاح إذا كنا صدقا نرغب بما يسمى بالإصلاح.