من قاع الفقر الى النجومية الاعلامية
يوسف عبدالله محمود
22-06-2021 01:09 PM
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخد الدنيا غلابا
لم يخجل وهو يحدثك عن طفولته ونشأته في خيمة تؤوي عشرة أفراد هم أسرة عبد الباري عطوان. في مخيم رفح بغزة المحتلة كانت ولادته. فقيراً نشأ بعد ان هُجرت أسرته من "اسدود" في فلسطين المحتلة. درس مرحلته الاعدادية والثانوية في الاردن بعد الهجرة اليها، وبعدها اتم دراسته الجامعية في القاهرة.
عن معاناته يقول عبد الباري عطوان: في الاردن عملت سائق شاحنة للقمامة في أمانة عمان، كما عملت في مصنع لتعليب الطماطم.
طموح عبد الباري عطوان اوصله الى النجومية الاعلامية حين سافر الى بريطانيا مغترباً بعد ان جرّب حظه صحفياً في السعودية وليبيا.
في لندن كدّ وكدح. أنشأ جريدة "القدس العربي" التي سرعان ما انتشرت عربياً، وبعد ان تركها انشأ الجريدة الالكترونية "رأي اليوم" التي ما زال يرأسها.
بعد الباري عطوان الذي ذاق مرارة النكبة الفلسطينية ظل وفياً لقضيته المقدسة لم يتخل عن جذوره الفلسطينية. بذكائه وفطنته وسعة اطلاعه تذرّى قمة المجد كإعلامي ومحلل سياسي تستضيفه العديد من المحطات الاذاعية والتلفزيونية.
قضية فلسطين أمام ناظريه دوماً. معاناة شعبه تشغله في حله وترحاله.
أصدر كتاباً حول ذكرياته صدر باللغة الانجليزية يتحدث فيه عن معاناة شعب تآمرت عليه الامبريالية العالمية. ميزة هذا الصحفي والاعلامي البارز انه لا ينافق شأن من ينافقون من الصحفيين، يغيرون جلودهم من حين لآخر.
وبصدق اقول: لا اعرف الرجل شخصياً، ولكنني أتابع احاديثه وتعليقاته عبر المحطات التلفزيونية والاذاعية.
صدر لهذا الصحفي والاعلامي الكبير كتاب "التاريخ السري للقاعدة" الذي حقق نجاحاً كبيراً، ومن بعده كتابه "وطن من كلمات"، رحلة فلسطين من مخيم اللاجئين الى الصفحة الاولى". يقول عن كتابه "وطن من كلمات" الذي استمد عنوانه من شعر محمود درويش "أنا لا أسرد سيرة شخصية بقدر ما اسرد سيرة مجتمع وسيرة ثورة وسيرة منطقة".
وبعد، اعترف ان هذا الصحفي والاعلامي الفلسطيني يعد بحق مدافعاً غيوراً عن القضايا العربية وبخاصة القضية الفلسطينية. إنه -كما أرى- يفوق ما يقدمه الكثيرون من السفراء العرب وهم يتحدثون للغرب عن القضايا العربية وبالذات القضية الفلسطينية.
عبد الباري عطوان "نبتٌ طيب" وصوت جريء لأمة جريحة تنوشها السهام من كل جانب.
ألا "ويل لأمة كل قبيلة فيها أمة" جبران خليل جبران.