جواد العناني ومفهوم الابعاد الستة
السفير الدكتور موفق العجلوني
21-06-2021 06:04 PM
استفزني معالي الدكتور جواد العناني كما استفز العشرات لا بل المئات لا بل الألوف ، لا بل ربما الملايين في مقالاته الأخيرة بعنوان: " من وحي المئوية (19) - أبعاد الأردن الستة المشار اليهما في صحيفة الرأي الغراء ووكالة عمون الإخبارية الغراء يوم امس . و لكن ... كيف لنا ان نوقع اغلظ العقوبات بمعالي الدكتور جواد على عمليات الاستفزاز !!! و المشكلة انه من الحب ما قتل ، الدكتور العناني رغم استفزازه الا انه يتمتع بعشق الملايين و العتب على قدر المحبة ...!!! و اُكْبر بمعالية ان قادته الحكمة للعودة الى اقرب الناس اليه عائلته لكي يرشدوه الى طريق الصواب، و قدم تم هذا فعلاً، حيث عقد حلقة نقاشية معهم، وبعد نقاش ديمقراطي، اقنعوه بوجوب الاعتذار لمن قام باستفزازهم، حيث صدع لأمرهم و قدم اعتذاره. وهداه الله و نور بصيرته بعد الاجتماع مع العائلة، أن خرج علينا بمفهوم رياضي معقد بمثابة خارطة طريق تحمل ستة محطات، و هي : مفهوم الأبعاد الستة ( The six dimensions) .
وبيت القصيد هنا يا حبذا لو تأخذ الحكومة الدرس من الدكتور العناني عندما تستفز الشعب الأردني و كيف تعود للتشاور مع عائلتها "الشعب الأردني" و تعتذر له عن الاستفزازات التي لا تعد و لا تحصى ولا توصف، سواء كانت من هذه الحكومة او الحكومات الأردنية السابقة . كذلك دولة السيد سمير الرفاعي رئيس اللجنة الملكية عندما استفز العديدين وانا منهم بعدم شمولنا باللجنة الملكية لأنه لدينا ما نقوله و نساهم به بالمحاور الستة او بأحدها على اقل تقدير - مع تقديرنا العالي لكافة أعضاء اللجنة الملكية و رئيسها - و لدينا المؤهلات والخبرات و المراس والتجربة جميعها باستثناء رتبة رئيس وزراء . ومعذور دولة السيد الرفاعي فنحن من طبقة الفقراء المجهولون المنسيين، ولكننا اؤكد لدولة الرفاعي اننا من أكبر العاشقين للأردن ولجلالة الملك حيث يسير هذا العشق في عروقنا ودمائنا.
هنا استوقفني الدكتور جواد وهو استاذي منذ ١/١/١٩٨١، وبطبيعة الحال يستوقفني دائماً بحكمته وبعد نظره وخلقة الكريم وثقافته العميقة واطلاعه الواسع، ولكن هذه المرة الوحيدة خلال السنوات الطوال التي يستفزني.. ورجائي معالي أبو أحمد ما عهدنا فيكم الا كل هدوء وحكمة وعقلانية بعيدة عن الاستفزاز ... "لا تعيدهاش مره ثانية لو تكرمتم “.
ميزة الدكتور جواد انه يشارك القراء أفكاره وتحليلاته حول مواقف الناس وأفكارهم حيال الوطن. ويهدف دائماً تقديم نموذج يمكن الاستعانة به للتعمق في فهم المجتمع الأردني، وفهم هذا الوطن الغالي الذي لا نملك وطناً غيره.
لن ادخل في نفق الابعاد الخمسة الأولى التي لم اجرئ الدخول بها خوفاً من الغرق ، وعندها لن استطيع الخوض في البعد الأخير وهو البعد السادس ... هذا البعد الهام الذي قطع علي المسير و اجبرني على الاستراحة على قارعة الطريق الحكومة و مجلس الامة ، لأنني وجدت فيها قيلولة تقيني من حر شمس مجلس النواب ووجدت بها رشفة ماء من مجلس الاعيان لأسد بها رمقي ، شكراً لمعالي الدكتور جواد الذي وفر علي العناء و منحنى الفرصة بأخذ جولة مريحة في البعد السادس . و يا هل ترى ما هو السر في البعد السادس ؟ معالي أبو أحمد موش قليل ...وتحت السواهي دواهي ...وهنالك الكثيرون يصفونه بالداهية، حتى انه ينافس دولة أبو عصام!!
استوقفني هذا البعد ، لأنني اشعر انني أحد أعضائه و انني مدركاً للمحطات الخمس للباص السريع الذي اخذنا الدكتور جواد بمحطاته الخمسة بالتعاون مع معالى الأمين الدكتور يوسف الشواربه ..!! عفواً سهوت ..!! شو جاب أبو فراس على بالي ..."الله يخزي الشيطان “قصدي الابعاد وهذه الابعاد لا ارغب ان اركن فيها. لأنها تضيق خلقي و تكتم انفاسي و ولا املك مفتاح الزمان و لا المكان و لم اسمع بأينشتاين و لا حتى بالنظرية النسبية... !!!
بنفس الوقت أشارك الدكتور العناني احساسه المرهف فهو صاحب حس موسيقي غناء ، و قد تعلمت منه العزف على مفتاح الصول عندما اخذني بقوة من المجلس الوطني الاستشاري بتاريخ ١/١/١٩٨١ والحقني في الضمان الاجتماعي حيث هناك افاق ارحب لي ، واخرجني من الابعاد الخمسة التي كنت اعاني منها في المجلس الوطني الاستشاري ، و اغراني في البعد السادس في الضمان الاجتماعي حيث كان معاليه يشغل منصب وزير العمل و رئيس مجلس إدارة الضمان الاجتماعي . و فعلاً فقد فتح لي الضمان الاجتماعي كل افاق الأردن حيث القيت اكثر من ٣٠٠ محاضرة عن مفهوم الضمان الاجتماعي في كل انحاء المملكة من منطلقِ الابعاد الستة مجتمعة و التي أشار اليها الدكتور العناني ، وانطلقت منها الى افاق وزارة الخارجية و من افاق الخارجية الى افاق العالم الرحب حيث جبت العالم من أقصاه الى أقصاه حامل ً راية الأردن الدبلوماسية التي ورثناها عن جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه ، و عززها فينا جلالة الملك عبدالله اطال الله في عمره . و السؤال هنا اليوم ، هل تفتح الحكومة و الوزراء و المسؤولون في مؤسساتنا الرسمية والخاصة الافاق للشباب ...اترك الإجابة على هذا السؤال للجنة الملكية ...!
نرتبط انا والدكتور العناني بعلاقة خاصة مع الشعر والشعراء وخاصة في مجال المدح والثناء لا في مجال الهجاء. الشعراء أمثال جرير والفرزدق و بشار بن برد و ابو العتاهية وأبو نواس و النابغة الشيباني و النابغة الذبياني و أبو الطيب المتنبي، وكذلك الموسيقيين أمثال زكريا احمد، محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، فريد الأطرش، و رجال الدين أمثال شيخ الازهر و بابا الفاتيكان اللذين مكنونا من الوصول إلى ذلك التجلي الرحماني الذي نستمده من معراج الرسول صلى الله عليه و سلم الى السموات العلى، كما نستمده ايضاً من سيدنا المسيح عليه السلام حين رفعه الله إلى السماء .
نعم رغم الحصار الذي نعيشه احياناً من ظلم صاحب القرار و الحصار الذي يفرض علينا من بعض الجهلة و المنافقين و الاغرار و سوء الإدارة والتخبط في معالجة الاختلالات الاقتصادية و قضايا الفقر والبطالة، و رغم الوعود التي قطعوها و اطعمونا جوز فارغ ، ووعدونا بالسمن والعسل ، الا ان المواطن الأردني لديه ايمان حقيقي نابع من ايمانه المطلق بقيادته الحكيمة، بان هنالك افاق في المستقبل القريب ، افاق فرج بكفالة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله .فليس امامنا الا التفائل ..التفائل .. التفائل، رغم البحر المتلاطم من التشاؤم والإحباط الذي عيشتنا به الحكومات السابقة و نفر ظالم من الوزراء ورؤساء الوزارات والمسؤولين الذين اخذتهم العزة بالإثم و اخذتهم مصالحهم وانانياتهم و فقدوا الضمير الحي و الوجدان و الخلق الكريم .
اشاطر الدكتور العناني التمنيات للجنة الاصلاح برئاسة دولة السيد سمير الرفاعي أن ترقى الى البعد السادس على اقل تقدير لان خبرتي مع دولته " مع احترامي و تقديري الكبيرين له “عندما طرق بابه شخص مظلوم من منطلق “انصر اخاك ظالماً او مظلوما، فلم يحرك ساكن، لا بل ترك سيف الظالم يمعن ظلماً على " مسامعه و آمام ناظريه “، وأدار ظهره تاركاً الجلاد يمعن في جلد الضحية و الخلاص عليها، فلو تدخل دولته في ذلك الامر لأوقف الظالم عند حده و لكن ...! فهل دولته قادر على انجاز الافاق الستة في ضَوء تاريخه المليء بالإنجازات!!! املين ان لا يخيب دولته تطلعات جلالة الملك، و ان تتمكن اللجنة الملكية الموقرة بأعضائها المبجلين ، والذين اكن لهم كل تقدير و احترام ، وتربطني بهم علاقة زمالة واخوة وصداقة ، من انتشال الأردن من براثين الفساد و الكساد الاقتصادي و الديمقراطي و الحزبي و سوء الإدارة و انصاف الموظفين الذين احيلوا على التقاعد مبكراً ، كما أشار عضو اللجنة الأستاذ عريب الرنتاوي و الغاء الواسطة والمحسوبية والالتزام بالدستور والقانون .حمى الله الأردن و قيادته الهاشمية .