الإدارة هي تنسيق الجهود الفردية والجماعية لتحقيق الأهداف بأقل جهد ووقت وكلفة وهي بهذا عملية ديناميكية تمر بمراحل متعددة ومتشابكة وصولا إلى انجاز الأهداف.
وتبدأ العملية الإدارية بوضع الأهداف وتحديدها بدقة ووعي ومن تنظيم العناصر البشريه والوسائل والأدوات اللازمه وتحديد الطرائق التي ينبغي اتباعها لتحقيق الاهداف وتحديد الكلف المالية لعملية الإنتاج سواء كانت سلعا ام خدمات من خلال اعداد دراسات الجدوى الاقتصاديه ومدى ملائمة الإنتاج للواقع الاقتصادي ومن ثم التوجيه والإشراف على جميع المراحل الإنتاجية ومعالجة المثالب والنواقص من خلال الرقابة على جميع العمليات الأساسية والعناصر البشرية المشاركة والتقييم اولا بأول وصولا إلى الخرجات.
ان الإدارة الرشيدة هي الإدارة القادرة على اختيار العناصر البشرية الكفؤه والمؤهلة والمدربة تدريبا جيدا ولديها القيم والمبادىء والرؤية الواضحة لكيفية التصرف في المواقف الصعبة وتؤدي رسالتها بوضوح وموضوعية وشفافية بعيدا عن أية نزوات او مصالح شخصية او تدخلات خارجية تفسد العملية الإنتاجية برمتها.
ان أهمية اختيار العناصر البشرية تقع على رأس أولويات التخطيط العلمي من حيث القدرات والمؤهلات والصفات القيادية والجرأة على اتخاذ القرارات الإدارية الناجحة وعدم المحاباة والتميز والأحتكام إلى الحاكمية الرشيدة والالتزام بالقوانين والأنظمة وتفعيلها في مواجهة المشكلات الطارئة.
وليس هناك من شك اننا بحاجة إلى القيادات التي تقود العمل والعناصر البشرية ولديها القدرة على التأثير واحداث التغيير ومن هنا ينبغي اختيار القيادات بعيدا عن الواسطة والمحسوبية والشللية وصلة القرابة والمصاهرة والجهوية والاقليمية دون النظر الى الكفاءة والفاعلية فهذا بحد ذاته يبشر بالفشل الذريع.
في الدول النامية والمتخلفة يوسد الأمر إلى غير اهله وكثير من القيادات يتم اختيارها وفق اعتبارات بعيدة عن النزاهة والأمانة والكفاءة والتخصص العلمي وإنما تكون مبنية على الموالاة والطاعة العمياء ولذا تبقى مظاهر الإدارة والإنتاج والتقدم تدور في حلقة مفرغة وتكون المخرجات عقيمة واهية.