دَعْم الْمُشَارَكَة السِّيَاسِيَّة لِلنِّسَاء مَسْأَلَةٌ حَيَّوَيْه وَلَيْسَت تَرِفا أَو وَجَاهَةٌ سِيَاسِيَّةٌ بَلْ هِيَ ضَرُورَة وملحه أَيْضًا وَإِنْ النَّجَاحِ فِي هَذَا الْأَمْرِ لَيْسَ بِالْأَمْر إلَهَيْن وَمِنْ هُنَا جَاءَ اهْتِمَام جَلاَلَةُ الْمَلِكِ حَفِظَهُ اللَّهُ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ خِلَالِ الاوراق النقاشيه والتوجيهات الْمِلْكِيَّة الساميه بِضَرُورَة إِدْمَاج الْمَرْأَةِ فِي الْحَيَاةِ السِّيَاسِيَّة وَآخِرُهَا كَان تَشْكِيل اللَّجْنَة الْمِلْكِيَّة الْمُكَلَّفَة لتحديث الْمَنْظُومَة السِّيَاسِيَّة فِي الْأُرْدُن بِشَكْل يَسْمَح لِزِيَادَة ودمج الْمَرْأَة وَالشَّبَاب فِي الْحَيَاةِ السِّيَاسِيَّة.
نامل تَحْقِيقِ مُشَارَكَة سِيَاسِيَّةٌ للمرأه ذَات نَوْعَيْه مُتَمَيِّزَة تُؤَثِّر بِشَكْل وَاضِحٌ يَتِيح دمجا حَقِيقِيًّا لقضايا النِّسَاءَ فِي السِّيَاسَات الْعَامَّة وَبِالْمِثْلِ فِي الجُهُود التنمويه ، حَيْث يُقَاس نُمُوّ الْمُجْتَمَعات بِمِقْدَار مُشَارَكَة النِّسَاءَ فِي الْقَضَايَا الْعَامَّة وتعزيز قدراتهن.
أَنَّ الْمُجْتَمِعَ نَفْسِه بِحَاجَةٍ إِلَى تَثْقِيف وتوعية دِيمُقراطِيَّة تَبْدَأ مُنْذ التَّنْشِئَة الْأُولَى بِهَدَف تَغْيِير النَّظْرَة النمطية لِدُور وقدرات الْمَرْأَةِ فِي صُنْعِ الْقَرَار وَهَذَا يَتَطَلَّب تَنَاسُق وتناغم الْجِهَات الْمُخْتَصَّة ولايتاتى بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا وَتَكُون ضِمْنَ خُطَّةٍ مدروسه بَعِيدَة الْمَدَى ولايكفي الْقَوْل بِضَرُورَة إِدْمَاج الْمَرْأَةِ فِي الشَّأْن الْعَامّ . هَذَا بِالْإِضَافَةِ إلَى ضرورة تبني الْخِطَابِ الدِّينِيّ المعتدل الَّذِي يُؤَثِّرُ ايجابا عَلَى تَقَبُّلِ الْمَرْأَةِ فِي الحَقْل الْعَامّ . لِتَغْيِير الْوَضْع الْحَالِيّ نَحْن بِحَاجَةٍ إِلَى قَوَانِينَ انْتِخابِيَّةٌ أَكْثَر عدلًا وَأَقَلّ تحيزًا ، وَإِحْدَى الْوَسَائِل الأسَاسِيَّة لِتَحْقِيق هَذِهِ الْغَايَةَ هِي الكوتا ، فتطبيق الكوتا يَعُدْ أَحَدٌ أَلْيَات تَغْيِير قَوَاعِد اللُّعْبَة السِّيَاسِيَّة وَأَنَا مَعَ تَطْبِيق الكوتا الْمَشْرُوطَة وَذَلِك لِضَمَان تَمْثِيلٌ النَّوْع وَلَيْس الْكُمّ مَع اِحْتِرَامِي لوجهات النَّظَر الْأُخْرَى وَذَلِكَ لتستطيع الْمَرْأَةِ أَنْ تَكُونَ مُؤَثِّرَةً فِي الْمَشْهَدِ السِّياسِيّ وَتُفْرَض وُجُودِهَا.
والاردن مَشَى خُطُوَاتٍ فِي تَطْبِيق الكوتا لَكِنْ عَلَى الْجَمِيعِ إدْرَاكُ أَنَّ الكوتا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ التَّمْيِيز الْإِيجَابِيّ لِصَالِح الْمَرْأَة لِضَمَان تَمْثِيلُهَا سياسيا وَلَكِنَّه الْمَفْرُوض مُؤَقَّتٌ لِحِين إدْرَاك أَهَمِّيَّة وُجُودِهَا فِي الْمَشْهَدِ السِّياسِيّ الكوتا كَمَا يُعْرَفُ الْجَمِيع مرحلية وَمُؤَقَّتَةٌ لتعويض الْمُجْتَمَع لَا لتعويض عَدَمِ قُدْرَةٍ الْمَرْأَةُ عَلَى الْوُصُولِ إلَى الْمَجَالِس النِّيَابِيَّة.
لتعزيز دَوْرَ الْمَرْأَةِ السِّياسِيّ لَا بدَّ دَعْم عَمَلِيَّة التَّحَوُّل الديمقراطي ومفاهيم حُقُوقِ الإنْسَانِ والمواطنة وَنَشْرٌ ثَقَافَةٌ الدِّيمُقْراطِيَّة وَعَدَمِ التَّمْيِيزِ وَالْحَقُّ فِي الِاخْتِلَافِ والتعددية وَقَبُول الْآخَر ومفاهيم النَّوْع الاجْتِمَاعِيّ والتَّعْرِيف بالاتفاقيات الدَّوْلِيَّة الْمُتَعَلِّقَةِ بِحُقُوقِ الْمَرْأَة والانتخابات النزيهة الَّتِي تُضَمِّنُ التَّدَاوُل السُّلَمِيّ للسلطة الَّذِي يُمَثِّل رَافِعَةٌ أساسية مِن روافع الدِّيمُقْراطِيَّة وَتَغْيِير الإطَار القَانُونِيّ الَّذِي يُحْكَمُ الْمُشَارَكَة السِّيَاسِيَّة عَلَى وَجْهِ الْعُمُومِ وَمُشَارِكَة الْمَرْأَةُ عَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ ، وَلَا ننسى تَعْزِيز مُسْتَوَى مُؤَسَّسات الْمُجْتَمَع الْمَدَنِيّ بِحَيْثُ تَكُونُ مُنَظَّمات الْمُجْتَمَع الْمَدَنِيّ الَّتِي تُدَافِعُ عَنْ حُقُوقٍ الْمَرْأَة تُرَاعِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فِي تكوينها وَطَرِيقَة عَمِلَهَا لتحضير جِيلٍ مِنْ النِّسَاءِ القادرات عَلَى الْحُضُورِ وَالتَّأْثِير.
وَأَخِيرًا لَا يُمْكِنُ لِلْمُجْتَمَع أَنْ يَصِلَ للتنميه الشَّامِلَة إذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْأَةِ دُور فِي صِيَاغَة القَراَرَات الْمُتَعَلِّقَة بحياتها الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ وَإِذَا لَمْ تُشَارِكَ فِي مُؤَسَّسات السُّلْطَة فِي مُخْتَلَفٍ المستويات وَفِي مُؤَسَّسات صَنَع الْقَرَار فتمكين الْمَرْأَة بَات يُشْكِل التَّحَدِّي الْأَهَمّ لِتَحْقِيق التَّنْمِيَة عَلَى أَسَاسِ الْمُشَارَكَة وَالْفُرَص الْمُتَسَاوِيَة
رَئِيسِه الِاتِّحَاد النَّسَائِيّ الاردني الْعَامّ