وطننا أمام استحقاق تاريخي
د. ربيع العايدي
21-06-2021 12:17 AM
إن الحديث عن الإصلاح لم يتوقف في يوم من الأيام لكنه يقوى ويضعف على حسب المعطيات وما يتعلق به.
إن الإسلام بكل ما فيه لا يمكن أن يربي أتباعه على الخوف من التجديد والإصلاح حيال حركة التطور، لذلك جاء في الحديث "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" إن دعوة الأنبياء عليهم السلام إصلاحية بكل أبعادها.
تياران داخل المؤسسة الدينية: أحدهما يدعم التغيير والتجديد والإصلاح لكن مع المحافظة على الأصول، ويؤمن هذا التيار بأن للدين دور كبير في إنشاء الحضارة ، وعامل مهم من عوامل الإصلاح المادي والمعنوي ، كإصلاح العمران ، والاقتصاد والسياسة .
إن عملية الإصلاح سواء كانت من الداخل أو الخارج لا بد أن تكون نابعة من خصائص الأمة حتى يكتب لها التقدم والنجاح .
والآخر : يرفض الإصلاح ولا يقبلون الاستجابة للتغيير بشتى أشكاله ، وهم بهذا يساعدون في "" التصور الخاطئ للدين"" بأنه سبب التخلف ، فيصورون الدين للناس بأنه يتضارب تماما مع ثورة الإصلاح ، فيتخذون مواقف تمنع التجديد والإصلاح للأسف !!
وكما أننا نتحدث عن الإصلاح الديني كذا بالمقابل علينا أن ندعم توجهات الإصلاح الحقيقية والجادة كلها سواء ( السياسية والاقتصادية والإدارية .. )
وطننا أمام استحقاق تاريخي مهم لا يجوز التفريط به بحال من الأحوال ، فعندنا والحمد لله " القيادة الهاشمية" تعلن عن شعارات الإصلاح ، وتطرح مشاريع وطنية لهذا الغرض ، ولكن على الحكومات أن تعمل على تحويل هذه المشاريع والأطروحات إلى واقع عملي ، ونقل الشعارات إلى أرض الواقع .
وبالمقابل وبدون مجاملة علينا أن نكون واعيين أن هناك من يسعون إلى الإفساد وليس الإصلاح ، ويعملون على إفشال عمليات الإصلاح ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
وإن أخطر ما يواجه عمليات الإصلاح والمشاريع الوطنية العراقيل التي توضع في طريقها ، وأهم هذه العراقيل إشغال أبناء الوطن بمعارك جانبية مرة تحت عنوان ديني أو قبلي أو طائفي ، وواجب النخب والمثقفين أن يكونوا على قدر من الوعي والإصرار على دعم توجهات القيادة وتحويلها إلى واقع .
علينا أن نكون على قدر من الوعي والحصافة خشية الانزلاق خلف هذه المنزلقات الخطيرة . لقد عانت شعوب المنطقة في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن ،.. من تصارع الأطياف بشتى أشكالها وقد اكتشفوا في النهاية أن لا بديل عن الاعتراف بالآخر . !!
كلنا نرغب في استمرار السلام في وطننا الحبيب بين أطيافه وقبائله ومناطقه لترسيخ معنى الوحدة ، وهذا لن يكون إلا بالإصرار على منطق الإصلاح الحقيقي وذلك من خلال نقل المشاريع والشعارات إلى أرض الواقع .
* رئيس قسم الفلسفة بجامعة باشن الأمريكية.