لا ادري أي مستقبل ينتظر قضية فلسطين التي دخلت في مرحلة مظلمة, وحقبة جديدة ليس كسابقاتها ، فالصراع اليوم بين فتح وحماس وليس بين فلسطينيين ويهود وقد سكتت المدافع الموجهة نحو العدو ونطقت تلك الموجهة نحو صدور الإخوة الأعداء .وان كانت الأوضاع قد شهدت هدوءا خلال الأيام القليلة الماضية فإنها مرشحة لمزيد من التصعيد قريبا ففتح لن تسكت على ما جرى في غزة وهي تنتظر بان ترد الصاع لحماس وقد سمعت من بعض كوادرها حقدا لا اعتقد بأنه سيبقى مخزونا في الصدور بل انه حقد مرشح لان يترجم على ارض المعركة ؟؟
فقادة فتح يتحدثون عن إعدامات ميدانية ورميا بالرصاص واغتيالات وقتل وذبح وعلى الرغم من ان حماس نفت بعضا من هذه التهم عنها الا ان ما جرى في غزة كان من المفروض ان لا يجري جله ان لم يكن كله ، ففتح وحماس دخلتا نفق مظلم لن يخرجا منه الا على جثت ابناء فلسطين ، وان سيطرة حماس على غزة فان فتح تسيطر على الضفة الغربية وما جرى في غزة قبل أيام يجري اليوم في الضفة الغربية .
وكم كان مؤلما منظر بعض الفلسطينيين وهم مدرجين بدمائهم قتلى في شوارع غزة ومنظر إفراد الامن الفلسطيني وهم نصف عراة رافعي الأيدي وكم سيكون غدا مؤلما منظرا مشابها لإفراد من حماس في نابلس وجنين ورام الله بنفس المشهد ان لم يكن اشد إيلاما.
فهذه الحرب التي تجري بين حماس وفتح ليس كمثلها حرب الا حرب الأشقاء في العراق وربما يكون من نتائجها استنساخ حرب الطوائف في لبنان أو الحرب الاهلية في دارفور أو تجربة المليشيات في الصومال ، فحرب الأشقاء الأعداء لن يستفيد منها الا إسرائيل التي أعلنت عن سعادتها وغبطتها بما جرى ويجري على ارض فلسطين وهي تحاول ان تذكي الصراع وتزيد الخلاف وتشعل الحرب بين الأشقاء على قاعدة "فخار يكسر بعضه ".
فالمستقبل المظلم ينتظر غزة ولا اعتقد ان مصير حماس سيكون أفضل حالا من مصير جماعة فتح الاسلام الذين لم يجدوا من يتضامن معهم حتى ولو بالكلمات بعد ان رماهم العالم عن قوس واحده بتهمة الإرهاب والتبعية للقاعدة .
فحماس التي تعد إسرائيل العدة من اجل القضاء عليها قد لا تجد من يدافع عنها في المحافل الدولية لا بل قد تجد من يشجع أمريكا وإسرائيل على ضربها والتخلص منها خاصة من الانظمة العربية التي تعتبر بان خطوة حماس غير شرعية وإنها قد تشجع تنظيمات إسلامية في دول عربية على خطوات مشابهة.
والسؤال المطروح ان لم تتدخل إسرائيل عسكريا فهل تستطيع حماس ان تبقي سيطرتها اجتماعيا على القطاع وهل تستطيع تامين الطعام والغذاء والدواء لأبناء غزة ؟ سيما ان مفاتيح القطاع كلها في يد إسرائيل وليس غيرها ؟ انه الجواب الذي ينتظر العالم سماعه ونأمل ان لا يكون مصير حماس كمصير مجموعة فتح الاسلام تلك المجموعة التي ساهمت بتدمير نهر البارد ؟