*مرّ بمرارة المرّ الخامس من حزيران، الذي عاشه جيلنا بين العواطف الجياشة ليلة الخامس من حزيران (1967) والأحباط والذهول نهار ذلك اليوم.
هل ثمة فرق في الكتابة في هذه الذكرى في موعدها أم بعدها بأيام أم أسابيع أو أكثر؟
لا أظن أن ثمة فرقاً في ذلك، سواء في هذه الذكرى الرابعة والخمسين، أم ما قبلها أم ما بعدها.
*لقد غابت الذكرى عن الخطاب العربي، كما أختفت عن الأجندة للنظام العربي، ولكن هذا الغياب لا يمكن له أن يتجاوز المشاعر الوطنية الفردية على الساحة العربية، ومشاعر الجيل الذي لم يشهد ذلك اليوم، بحكم الزمن، هي أقوى من مشاعر الجيل الذي شهده، بمرارة وإحباط وذهول.
*هذا الجيل من الشباب لم يعرف شعار (إزالة آثار العدوان)، ولم يعرف القرار (242) الصادر عن منظمة الأمم المتحدة الذي يدعو إلى أنسحاب الأحتلال من أراضٍ عربية (دون أل التعريف-أراضي) ليمضي مبعوث الأمم المتحدة (يارنغ) أشهراً لتفسير ذلك، دون جدوى.. وكذلك الجزء الثاني من القرار الذي لا يقرّ احتلال الأراضي بالقوة ولحسن الحظ أنه لم يتعرض إلى المقولة التي لم تعد مزروعة في الضمائر أن ما أخذ بالقوة لا يستردّ الا بالقوة.. ليظل الباب مفتوحاً للقوة بمختلف معانيها: السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية.
*لم تهزّ الذكرى (54) الرابعة والخمسون للخامس من حزيران المشاعر العربية والاسلامية بما يناسب هذه المأساة المؤلمة، والتي تطورت نواتجها وآثارها: مشاريع وخرائط طرق ومبادرات بلا رعاة من جهة، ومشاريع وخطط استيطانية تهويدية من جهة أخرى.
* ومع كل ذلك، فأن من أخطر الأمور أن يتغلغل الأحباط في النفوس، وأن تتغوّل سياسة الأمر الواقع على إبقاء الخامس من حزيران عنواناً دائم الوقع في إحياء جذوة الأمل لدى شعوب عربية غرقت في همومها، ولدى نظام عربي استكان للامر الواقع:عجزاً و (قلّة حيلة).
*وأن مما يبعث ذلك الاحياء والأمل من جديد أشتداد المواجهة مع العدو في مختلف المجالات، وفرض حضور القضية وبخاصة الأحتلال على الساحة السياسية الدولية.
* أن الظام العربي، مهما كان واقعه المرّ، يمكنه أن يستثمر هذا الأهتمام الدولي بالقضية، وعبر حقوق الأنسان، وحق الشعوب في تقرير المصيرـ والمناداة العالمية بأنهاء مآسي العنصرية والأحتلال في العالم الذي لم يعد فيه احتلال .. إلاّ الاحتلال الصهيوني.
* وبانتظاز الذكرى الخامسة والخمسين للخامس من حزيران (2022).