لا اريد ان اتحدث باللغة الاقتصادية والمالية ومصطلحاتها وحساباتها لأنها لن توصلني إلى نتيجة دقيقة ومعبرة عن واقع الحال وهذا العجز المالي الكبير في مشهد يعاني منه الاردنيون منذ سنوات طويلة عجاف دون امل في الوصول إلى الحقيقة ومعرفة خباياها وعثراتها بل بقيت مرارتها في نفوس المواطنين وبقوا يتساءلون إلى أين تذهب أموالهم ولماذ يعيشون في هذا البؤس.
بل نريد أن نتحدث بلغة سهلة هي لغة المواطن العادي الذي يبحث عن معرفة ما له وما عليه واين الأرض التي يقف عليها وما جوهر حياته وما هو مستقبله في ظل الأوضاع المالية للدولة وانتشار الفقر والجوع والبطالة وتركة الفساد المستشري.
الاردن بلد غني وليس فقيرا كما يروج له فهو يمتلك قطاعا سياحيا ضخما ومواقع أثرية تستقطب السياح من مختلف دول العالم ويدر مليارات الدنانير على الخزينة وقطاع الجمارك يوفر مليارات الدنانير سنويا وكذلك أرباح الحكومة من بيع المشتقات النفطية للمواطنين بأسعار خيالية ومبالغ بها عدا عن الرسوم التي تجبيها الحكومة من الخدمات وما يتأتي من بقية القطاعات وضريبة الدخل التي تطال أصحاب الدخول المحدودة وتدر المليارات على الخزينة.
السؤال المطروح أين هذه المليارات ولماذا يكون هناك عجز مستمر. في موازنة الدولة واين تلك الأموال وما مصيرها هل هي في الخزينة ام تذهب في حوامات وبواليع وتتبدد ولا يبقى لها أثر ام ماذا. انها الحيرة التي يقع فيها المواطن ولا يجد إجابة شافية تروى عطشه وتكبح جوعه.. انها طلاسم والغاز بحاجة إلى من يفك رموزها ويحلل ابعادها ويضعها امام الناظرين.