لا لم يكن محمود عبدالله عبدالرحيم خليل عيال عواد رجلا عاديا ولا مجرد ضابطا كبيرا في الامن العام ولا شابا وسيما لطيف المعشر وكريم النفس فحسب لقد كان شيخا وحكيما ومصلحا اجتماعيا ورجل علاقات عامة واتصال فطنا ذكيا يعرف بغرائزه الناس ويحرص على تقريبهم وطمئنتهم والاقتراب من كل ملهوف مستمتعا ببعث الامل في نفوس القانطين.
لا يزال في راسي جرس صوته وهو يرد على تهنئتي بالترفيع الى رتبة عميد.. في تلك المكالمة الطويلة حدثني عن احلامه ومساعيه الطموحة للنهوض بحي الطفايلة الذي اقام دارته على تخومه وشرع ساحات بيته لاستقبال الاهل.
في بيت محمود فقط تجد صور العشرات من ابناء عمومته على جدران بيته.. صور لرجالات رحلوا واخرين لا يزالوا على قيد الحياة.
في رحلة عمله الشرطي تنقل محمود بين وحدات الجهاز الامني المختلفة واقام علاقات طيبة مع الناس الذين احبوا اخلاصه وتكريسه واشتباكه مع القضايا وحرصه على بناء علاقات ايجابية مع الجمهور وقيادات المجتمعات المحلية التي قام على خدمتها.
في وجدان محمود بقيت صورة جده المرحوم عبدالرحيم حية فقد صمم جدارية عملاقة لصورة ابو عبدالله واستدخل اخلاقه وروحه ومحبته للناس واستعداده للخدمة العامة والتضحية من اجل راحة واستقرار الاهل ومجابهة كل ما ينغص وجودهم.
اليوم يخيم الحزن على الحي الذي احبه محمود واخلص لخدمته وعلى جهاز الامن العام الذي امضى سنوات شبابه وعطاءه مرتديا الزي ومتنقلا بين الوحدات بحماس ودافعية. في مادبا التي احب اهلها اطلالته وفي الرصيفة والزرقاء والكرك والمفرق ومعان حزن كما في الطفيلة.
الرحمة لروحك يا محمود والصبر والعزاء لابناءك واسرتك ورفاقك وكل الذين عرفوك.. انا لله وانا اليه راجعون