رغمًا عن الحقيقية الملتوية! ..
د.أسمهان ماجد الطاهر
18-06-2021 01:23 AM
الحقيقة ملتوية لعمل مصيدة للحمقى، والأشياء تبدو مكسورة ومشوهة، وحتى الأمنيات التي اعتقدنا بأنها الحياة تسربت كالضباب.
القلب رغم شجاعته، يطرق مثل الطبول المكتومة، في دروب الحياة بات كل شيء يشبه حلم فارغ، لا فرح ولا حزن. تحاول إجبار قلبك وأعصابك على القيام بالدور المطلوب ببرود مصطنع، حتى أنك لم تعد تستطيع أن تحلم.
تتحدث بحكمة وهدوء مفتعل. تنتظر ولا يوجد شيء فيك عدا الوصية التي تقول لك: تماسك.
في كل موقف مزدحم بالفوضى، تبتعد وتترك خلفك آثار الأقدام على رمال الزمن. في كل غد تجد نفسك أبعد من اليوم. لم تعد تأبه إلى أين يقودك الطريق، وبت تشك إذا كان يجب أن تعود.
تمضي بهدوء وسط الضوضاء والعجلة، تنشد السلام الذي قد يكون هناك في الصمت. تتمسك بحافة أمل، رغم أن كل شيء، لا يبدوا جيدًا. لكنك تصر على الاستمرار في المحاولة.
إذا كنت مازلت تستطيع التحدث مع الحشود والحفاظ على الفضائل الخاصة بك، إذا كنت تمشي دون أن تفقد اللمسة العامة، إذا لم يكن هناك أعداء أو أصدقاء يمكن أن يؤذوا روحك، إذا كنت تستطيع ملء كل دقيقة دون تشغيل مسافة ستين ثانية، إذا أيقنت بأن الجميع لديهم قصتهم الخاصة بهم. فأنت إنسان.
عندما تستطيع أن تبقي رأسك مرفوعة، عندما يتخلى كل شيء عنك عندما تثق بنفسك برغم أن الشك يغتال الحقيقة، عندما تصر على الانتظار ولا تتعب من الصبر، عندما تكون الثابت الوحيد في كومة المتغيرات فأنت قوي.
عزز قوة روحك لتحميك في المحن. ولا تقلق نفسك في التصورات المظلمة. العديد من المخاوف تولد من التعب والشعور بالوحدة.
كن نفسك. لا تتظاهر بالعاطفة. لا تسخر من الحب؛ لأنه في وجه كل جفاف وخيبة أمل، يولد عمر جديد يشبه زهر الياسمين الأبيض.
خذ بلطف مشقة السنين، ولونها برشاقة وحيوية الشباب. في كل مكان في الكون يوجد حياة مليئة بالبطولات فلا تستسلم وكن الفارس الوحيد في رواياتك الخاصة.
لا تفقد نظرة الجمال وابحث عنها بأبسط الأشياء. العالم ما زال شابا ينتظر أفضل أغنية لم تغني, وأفضل نغمة لم تعزف، وأنت الوحيد القادر على صناعة المزيد من العمل والواجب والولاء للأشياء التي تحب. العالم يشبه قرية صغيرة لكنها تتسع للكثير من الحب والسلام والفرح.
A. altaher@youthjo. com