طاهر المصري والهم الأردني
د.حسن عبد الله العايد
30-05-2010 03:06 PM
اردنيين جميعا من اجل الاردن وفلسطينيين جميعا من اجل فلسطين وعربا خيرين شرفاء من اجل العرب ومسلمين كراما متسامحين من اجل الاسلام وعظمة الاسلام، انها المعجزة الاردنية.
جاءت هذه العبارة في كلمته بعيد الاستقلال اذ تحدث دولة السيد طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان عن الهمم الوطني والمصاعب الداخلية والخارجية التي يمر بها الأردن. وقد جاء الحديث من لدن شخصية وطنية ورجل دولة يعمل بصمت مشخصا الأوضاع السياسية وأثارها المستقبلية بمنتهى الموضوعية .
ويعد دولته من الأوائل الذين حملو مشعل الديمقراطية والمؤسسية عبر نصف قرن من الزمان، وأصر على أن يكون" القاسم المشترك " للجميع وحافظ على مسافة واحدة من الكل دون تردد ، كما يسعى على أن يكون مثالا للتواضع و الاستقامة. مما جعل محبته واحترامه محل إجماع .
وإذا أردنا أن نطالع تاريخ هذه الشخصية الوطنية خاصة تاريخه السياسي منها سنجد أننا نقف أمام تاريخ عريق لرجل دولة بدأ عمله موظفا في البنك المركزي ثم سفيرا في أكثر من بلد و وزيرا في أكثر من موقع ومن ثم تبوأ رئاسة الحكومة وقد اعتبرت حكومته من أكثر الحكومات الأردنية توجها نحو الديمقراطية . وما استقالة حكومته إبان التحضير لمؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بعد أن لوح 38 نائبا بطرح الثقة بالحكومة ورفضه خيار حل البرلمان، إلا تجسيدا لأفكاره الديمقراطية .وبعد ذلك تولى دولته رئاسة مجلس النواب الثاني عشر الذي افتتح في 23-11-1993 وانتخب رئيسا له في الدورة العادية الأولى . ومن ابرز ما عرض على المجلس معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية التي وقعت في وادي عربة في عام 1994. ويتبوء دولته الان رئاسة مجلس الأعيان منذ 17/12/2009 . واستطاع دولته خلال هذه المدة القصيرة أن يُفعل دور مجلس الأعيان بشكل كبير على الرغم من غياب مجلس النواب. .وقد ظل دولتة يرفع مقولته الصادقة " يجب حماية الوطن " من خلال " بناء مؤسسات قوية " و "تقوية المجتمع لتقوية الدولة " ، و ظل طوال حياته مكافحاً ومحافظا على مبادئه الوطنية والقومية العربية ولم يساوم عليها ، ويؤكد على ذلك بقوله " ورغم ذلك تمسكت بمنظومة من المبادئ ألقت بظلالها على مسيرتي السياسية والاجتماعية".
وبعد عودة الرجل إلى منصب رئيس مجلس الأعيان بقي كما هو رجل دولة وجندي من جنود الوطن المخلصين في مختلف ميادين العمل الوطني والعربي حيال قضيتنا الأولى فلسطين والقدس ، وخصوصا التنبيه من خطورة القرار الإسرائيلي الأخير رقم (1650). وقد عمل مع شخصيات اردنية وعربية عديدة لرأب الصدع ولم الشمل والارتقاء بالوطن والأمة العربية إلى مصاف الشعوب المتحضرة .
و يتابع المصري عن كثب مختلف جهود جلالة الملك حيال القضايا العربية ، وتحدث عن زيارة جلالته الأخيرة لامريكيا وكيف استطاع جلالته تعزيز النظرة الايجابية من خلال جهود مضنية لدى النخب الأمريكية وخصوصا أعضاء مجلس الكونغرس بشقية النواب والشيوخ بخصوص حل الدولتين.وفي كلمته في عيد الاستقلال التي أولتها الصحافة الإسرائيلية اهمية كبيرة وقلبت الحقائق في محاولة يأسه لتفسير الخطاب على غير ما أراد دولته .
حمى الله الأردن وأمده برجال صادقين مخلصين همهم الولاء للقيادة الهاشمية والانتماء إلى ثرى
الأردن الطهور أمثال دولة السيد طاهر المصري رجل الدولة الذي يمثل القاسم المشترك لكافة الأردنيين من شتى الأصول والمنابت .