في الاخبار ان الدول الموقعة على الاتفاقية العالمية لحظر الانتشار النووي والبالغ عددها 189 دولة وقعت الجمعة الماضية اعلانا يقترح عقد مؤتمر في 2012 لبحث حظر اسلحة الدمار الشامل في كل منطقة الشرق الاوسط.
ويتوقع الخبراء ان انشاء مثل هذه المنطقة قد يرغم اسرائيل في نهاية الامر على توقيع اتفاقية حظر الانتشار التي ابرمت عام 1970 والتخلي عن اي اسلحة نووية بيد ان مسؤولين امريكيين يقولون ان ذلك لا يمكن ان يحدث قبل ان يحل السلام في المنطقة.
ترى لماذا تربط الولايات المتحدة بين توقيع اسرائيل على المعاهدة بانجاز اتفاق سلام، وهل تأجيل ابرام السلام لسبب ما مدعاة لابقاء المنشآت النووية الاسرائيلية خارج سيطرة واشراف الهيئة الدولية؟
من الواضح تماما ان امتلاك اسرائيل للسلاح النووي يأتي في سياق استراتيجي متفق بشأنه مع راعي عملية السلام (الولايات المتحدة) وهو السلاح الذي يراد ادخال ظلاله - عنوة - الى طاولة المفاوضات ، بمعنى استخدام تأثير النووي في صياغة اتفاقيات اذعان تنهي حالة الحرب في المنطقة من موقع التفوق تنهي الصراع التاريخي لمصلحة طرف وليس لمصلحة الاقليم.
في هذا السياق يمكن قراءة ما كشفه الاكاديمي الاميركي اليهودي ساشا بولاكو سورانسكي لصحيفة غارديان البريطانية عن امتلاك اسرائيل السلاح النووي من خلال نشر فقرات مقتطفة من كتابه الذي سيعلن عنه هذا الاسبوع ، ويحمل عنوان التحالف السري اذ يكشف الكتاب عن وثاق سرية جنوب أفريقية بان إسرائيل عرضت عام 1975 بيع رؤوس نووية للنظام العنصري في جنوب أفريقيا، مما يشكل أول دليل وثائقي رسمي على امتلاك إسرائيل أسلحة النووية.
هذا الكشف لا يمكن قراءته خارج سياق الضغط لانجاز تسوية مائلة في ظل امتلاك اسرائيل لسلاح ردع يفضي الى تكريس حال التفوق الاستراتيجي.
في الحروب الاسرائيلية الاخيرة ( الانتفاضة الفلسطينية، حرب تموز، حرب غزة) لم يتمكن السلاح التقليدي من حسم المعركة وانتاج رزمة سياسية استنادا الى التفوق التقليدي وبالتالي فان الردع التقليدي فشل في انتاج تسوية المنتصر لذلك فان ادخال النووي الى اطار الصورة وربطه بالتسوية ( الرئيس الاميركي) تعني ان اسرائيل في مأزق استراتيجي وليست في وضع مريح يجعلها قادرة على فرض اجندتها على المنطقة.
ان ربط ادخال اسرائيل في الاتفاقية العالمية لحظر الانتشار النووي بانجاز تسوية تعني ان سلاح الدمار الشامل اضحى على طاولة التفاوض.
Sami.z@alrai.com
الراي.