في الاستعداد لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة
فيصل تايه
17-06-2021 10:48 AM
اعلنت وزارة التربية والتعليم انها أنهت استعداداتها لعقد امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للعام الحالي ٢٠٢١ ، في الوقت الذي استنفرت فيه كافة طواقمها وكوادرها لإنجاح العمل من أجل امتحان نظيف ، حيث انتهت من تنفيذ خطة الاستعدادات بأعلى مستويات المهنية وتحمل المسؤولية، لضمان جاهزية مبكرة لعقد الامتحان والذي ستبدأ أولى جلساته في الرابع والعشرين من الشهر الجاري ، فقد تعودنا من وزارة التربية والتعليم هذه الصوابية في الإجراءات التي تتخذها ، وبالأسلوب الراقي الذي تتعامل به مع كل المعطيات والظروف ، ذلك لضمان توفير اجواء امتحانيه آمنة ومريحة ومطمئنة دون أية إشكالات تعكر صفو الامتحان او تربك أبناءنا الطلبة ، فما تتخذه الوزارة من أساليب حماية للإجراءات يطبق كل عام بكل مصداقية وينفذ بكل جدية .
للسنة الثانية على التوالي يأتي امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في ظروف وبائية صعبة بسبب جائحة كورونا ، وما رافق ذلك من ظروف تعليمية ودراسية استثنائية ارتبطت بالمشهد الكوروني ، ما يتطلب أن يرافق ذلك استحقاقات صحية ولوجستية لتوفير أفضل شروط السلامة والوقاية للطلبة ولطواقم الامتحان على حد سواء ، فالوزارة تعي تماما انها تدير ملف الامتحانات للمرة الثانيه في ظروف وأوضاع حساسة ، لذلك عمدت باستمرار لاتخاذ إجراءات صحية احترازية ، مع وجود تنسيق متكامل مع كافة الجهات ذات العلاقة للعمل بشكل متكامل لتوفير مقومات واستحقاقات انعقاد هذه الدورة في أجواء آمنة ومريحة يطمئن لها الطلبة وأولياء الأمور ، اذ تم وضع بروتوكول صحي خاص يحكم كافة مفاصل الامتحان ، ما يقتضي اتخاذ جهات الاختصاص قرارات ميدانية رشيدة مستندة إلى واقع الأمور ، لذلك فان وزارة التربية تتمتى من المجتمع الاردني بكافة مكوناته الحرص معها على إنجاح امتحان شهادة الثانوية العامة ، والتمنيات على الجميع الحفاظ على أجواء مريحة وهادئة تُمكّن أحبتنا الطلبة من الجلوس للامتحان دون أي توتير لا طائل منه .
لقد تعودنا كل عام ان نعيش في حالة طوارئ وجوٍ من التوتر الذي يرافق موسم امتحانات ' التوجيهي ' خاصة عند من كان له ابن أو بنت "يتأهبون" للامتحانات ، ذلك يتطلب منهم "كأهل" مزيداً من الرعاية النفسية التي يفترض توفيرها لأبنائنا الطلبة ليتم تجاوزها في هذه المرحلة بكل ما تحمله من ضغوطات ، وكذلك ضرورة أن نزرع فيهم مزيداً من التفاؤل بالمستقبل في ديمومة الحياة المعاصرة ، فالمنهجية التقليدية التي فرضت عليهم لا تأخذ الا جزءً قليلاُ من التحولات الاجتماعية ، لذلك فعلينا ان نستغل طاقاتنا الايجابية ونزرع في نفوس أولياء الأمور رسالة محصنة بالذكاء العاطفي نطمئنهم من خلالها على فلذات اكبادهم ، ويكون مضمونها الكلمة الطيبة في أرض عطشى لنسقيها بحب و اهتمام في انتظار ما ستنبت من شجرة وارفة الظلال يستظل بها السائرون الى الامتحان من طلباتنا الاعزاء ، هذا ما يحتاجه الاب والام والاخ والاخت والطالب نفسه ، لتكون كشربة ماء زلال بارد في أجواء الصيف المنهكة ، تجعل قلوبهم تنتشي راحة وهداة بال وثقة بان القادم جميل .
إننا ونحن نعيش هذه الظروف في ظل هذه الجائحة ، لا بد من أن ننظر إلى تعب القائمين على هذا العمل الوطني ونثمن كل جهودهم الطيبة ، وحرص من يدير هذه الوزارة لاستدامة العمل وضمان حق الطلبة ، والحرص على توظيف كل الإمكانيات لهذه العملية ، والاستعانة بكافة الكوادر الفنية التي عملت ما بوسعها وتحدت مختلف التحديات بهمة الشرفاء ، خاصة ما هو متعلق بامتحان الثانوية العامة ، فشهادة الدراسة الثانوية العامه تمثل معيار النظام التعليمي الوطني وحصيلته ، لان ذلك يعكس تطلعات وطموحات المجتمع الأردني بالأكمل ويحقق آماله وأهدافه التربوية المنشودة ، وبذل الكثير من الجهود للحفاظ على هذا الارث التاريخي ، هذا الارث الذي ما زالت تصرت وزارة التربية والتعليم أن تجعل منه ارثاً وطنياً سيادياً ، تكافح من اجل رُقِيِّه وتطويرِه ، ليكونَ ليسَ نهايةَ مرحلةٍ ، أو بوابة للمجهول ، بل ضماناً لمستقبل ابنائنا الطلبة ، لذلك فمن الضروري ان تكون عملية تقويم الطالب في نهاية المرحلة الثانوية موضوعية ودقيقة وصادقة وتخضع لأسس ومعايير تربوية سليمة ، وبناء عليه فإن امتحانات الثانوية العامة وضمن هذه الظروف هي امتحانات تحكمها وبالضرورة الخطوط العريضه الموضوعة والأهداف التربوية المأموله ، إضافة إلى معايير عمليات القياس والتقويم التي تنص على الشمولية في الاسئلة وتنوعها وتوافقها مع مستويات التفكير العقلية عند بناء التقييم لتميز الطلاب بعدالة وأحقية الطالب المتفوق للتميز الذي يرسم لنا صورة مشرقة للنظام التعليمي الاردني .
وأخيرا نتمنى لفلذات اكبادنا ابائنا وبناتنا طلبة الثانوية العامة كل التوفيق والنجاح ، فكلنا أمل أن يجتازوا هذه المرحلة بكل عزيمة وإصرار وأن يحققوا هدفهم وامانيهم وصولاً لمرحلة جديدة في حياتهم المستقبلية لطالما حلموا بها وعملوا جاهدين للوصول اليها ، فهم أصحاب الهمة العالية التي تعودنا عليها فبإرادتهم سيحققون المستحيل .
بقي القول أن قلوبنا معهم وعقولنا دائمة التفكير بهم ونحن على ثقة أنهم سيحصدون ثمرة تعبهم وجهودهم لنفرح سوية عند إعلان النتائج ..
مع أطيب الأمنيات بالنجاح والتفوق .
والله الموفق