بمقياس الأهـداف الطموحة يبدو مشـروع مرسى زايد في العقبـة كما تصفه شـركة المعبر الإماراتية نوعاً من الخيال الجامح ، فهي تتعهـد بأن تصنع من العقبة مقصداً دولياً لرجال الأعمال والزوار ، وتقـدم تطويراً قابلاً للاستدامة لجلب فرص غنية ومعالم ثابتة وأسس صلبة للتناغـم الاجتماعي ، ليصبح مرسى زايد القلب النابض للعقبة الجديـدة ، والبيئة المثالية للعمل والاستمتاع بأسلوب حياة عصري...
قلنا إن المشروع بهذا الحجـم وهذه المواصفات يبدو نوعاً من الخيال ، ولكن عشرة مليارات من الدولارات يمكن بالفعل أن تصنع المعجزة ، ولكن خلال ثلاثين عاماً ، وهي مدة طويلة من شأنها إدخال عنصر عدم التأكد.
كمؤشر للسـخاء في الإنفاق على المشروع والترويج له ، دعت شركة المعبر مجموعـة كبيرة من الشخصيات العامة السياسية والإعلامية لحفل الافتتاح حيث وضع جلالة الملك حجر الأساس معلناً انطلاق مشروع مرسى زايد. خمسماية مدعو بكلفة ألفي دينار للمدعو الواحد ، دفعت لشركات الطيران والفنادق والفرق الموسيقية والألعاب النارية والهـدايا الرمزية وإضاءة جبال العقبة بالليزر. مليون دينار لحفل افتتاح فخم لا يذكرنا بألف ليلة وليلة بل بألف وخمسماية ليلة تفصلنا عن اكتمال المرحلة الأولى من المشروع التي تكلف 300 مليون دولار.
مرسى زايد ليس مشـروعاً عقارياًً فقط ، فاسـمه ولهجة أصحابه تشير إلى بعده القومي ، فهو جسر سوف يربط بين الأردن والإمارات ، وتعهد ملموس بدعم الأردن اقتصادياً ومادياً ، فأن يكون أكبر مشروع اقتصادي في الأردن إماراتياً له دلالة لا ُتخفى.
يعيش في العقبة اليوم نحـو ماية ألف نسمة ، وسيضيف مشروع مرسى زايد مساكن جديدة بمعدل ألف مسكن سنوياً.
تقتبس نشرة المعبر قول جلالة الملك: الأولوية عندي هي تأمين حياة أفضل لجميع الأردنيين. وتقوم رؤيتي للأردن الجديد على إطلاق عملية تفعيل وطنية ، فالأردنيون الذين بنوا إنجازات الماضي قادرون على العمل لبناء مستقبل أفضل ، يقوم على القدرات الحقيقية والفرص الاقتصادية.
يدعى الإعلاميون عادة لحضور الأحداث ليس لكي يشهدوها فقط بل لكي ينقلوها إلى الرأي العام ، ودعوتهم لا تخلو من المخاطرة ، فهم أميل إلى النقد ورصد السلبيات ، ودعوتهم بكثافة ، كما حصل في العقبة يوم الخميس الماضي ، دلت على الثقة بالنفس وبالمشروع الذي نتمنى له النجاح.
الراي.