أخط لكم سعادة الدكتور يوسف الشواربة عمدة عمان رسالتي هذه من زاوية صحفية أولا، والمعروف بأن الصحفي يرى ما لا يراه غيره، ولي تجربة حية ومباشرة في هذا المضمار من وسط عاصمتنا الجميلة عمان، والتي أريد ونريد لها أن تصبح من أجمل عواصم العالم مطلع المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية السياسي. ففي وسط دوار (الواحة) مثلا الذي تصدره كوخ أمني سابق لأمانة العاصمة لم يرتق لمستوى مشهد العاصمة، فعملت على متابعة وضعه عبر اتصالي مع شخصية رفيعة المستوى حتى أزيل من مكانه، ولا زال الدوار محتاج لكوخ أمني جديد مجهز حاسوبيا لتلقي شكاوي المواطنين ولمتابعة مخالفات سيرهم، ولا بد من خطوة لتغيير مشهد العمالة الوافدة التي تحيط به من كافة الجوانب كما السوار، وتفترش أرضه من خلال إيجاد مكان آمن لهم يرتادونه ومن هم بحاجة لعملهم من أصحاب العمل، بعد التأكد من تصاريحهم سارية المفعول. وبكل الأحوال ليس هذا هو هدفي هنا فقط، وليس مربط الفرس، رغم أن الدوار المقصود أعلاه وغيره من دواوير عمان تخلو من الشوارع المخططة والمخصصة للمشاه وحتى في مناطق وأحياء الأثرياء، ناهيكم عن أزمات السير الخانقة التي تكسوا العاصمة في أوقات الذروة خاصة، رغم امتلاك الدولة لطائرات سير حديثة متخصصة.
وعيني الأخرى سيدي تحدق ليل نهار وسط ميدان الصحافة الجميل والمدهش فوق نفقه وإشاراته المرورية القريبة من ميدان محمود الكايد أحد أهم أعمدة صحافة الأردن – رحمه الله، وهو المحتاج اليوم لمجسم صحفي على شكل (قلم ومايكروفون وجريدة وكتاب) مثلا، ليعكس أهمية شارع الصحافة المار من خلاله.
وهنا كان يكتب ويعمل (كامل و محمود و نبيل الشريف، ورجا العيسى، ونزار الرافعي، وجمعة حماد، ومحمد العمد، ومحمود الكايد، وسليمان عرار، وطارق مصاروة من عمالقة الصحافة الكبار. وحيدر المجالي، وطارق أيوب، ورهام الفرا. رحم الله من فارق منهم الحياة وأطال الله بعمر من بقي منهم، وغيرهم كثير من الأخيار).
وهو الذي يبدأ من بدايات شارع الجامعة الأردنية مرورا بجريدة الدستور العريقة، وجريدة الرأي العملاقة، وشقيقتها الجوردن تايمز، وجريدة الديار، باتجاه وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، وحتى جريدة السبيل خلف وزارة الداخلية. ويمثل شارع الصحافة أيضا جريدة الغد الكبيرة وإن تربعت في موقع مقابل لمجمع جبر التجاري، وكذلك الأمر كل صحيفة أردنية يومية وأسبوعية تصدر، وباقي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، والمدينة الإعلامية الحرة، ونقابة الصحفيين داخل الجسم الصحفي الواحد.
كتب أحمد سلامة في مؤلفه (آل عمان. ص9394) "في الصحافة عرفنا أعز الرجال... صادقناهم وصادقونا.. وهي كذلك، أورثتنا (خصومات مهنة)، و (غضب ساسة) تركت ندوبا على القلب حتى نموت".
ومدد عيني يصل أيضا لدوار الداخلية الهام المحتاج - حسب تصوري- لجسر علوي آخر يربط شارع الملكة نور بشارع الإستقلال لتخفيف الضغط على نفق الدوار من جهة، وعلى ذات الدوار المأزوم باستمرار من جهة أخرى، وفي المقابل فإن إنجازات أمانة عمان كبيرة وملاحظة من خلال الأنفاق القصيرة والطويلة والجسور الحديثة هنا وهناك، وعبر شارعي الثقافة، والصويفية ومنطقة وادي صقرة.
وما يهمني أيضا في موضوع تجميل عاصمتنا الغالية عمان، الاهتمام أكثر بشارع المطار وجه العاصمة، وهو المحتاج لمجسم عملاق لثورة العرب الكبرى المجيدة بعد منطقة مطار الملكة علياء الدولي، ولحملة تشجير إضافية، ولنشر جِرار كبيرة ونوافير مياه، ولوحات ترحيبية بضيوف الأردن، خاصة وموسم السياحة الأردنية قادم.
ووطننا الأردن الشامخ، متحف حضاري مفتوح وفريد من نوعه في العالم. هنا البحر الأحمر ومرجانه المدهشة، والبتراء المدينة النبطية الوردية التاريخية، ووادي رم، وحمامات ماعين، والبحر الميت، ومغطس السيد المسيح باعتراف الفاتيكان، وجرش مدينة الألف عامود وتاريخ الرومان، وقصر علي باشا الكايد العتوم في سوف غرب جرش، المرتبط بتاريخ ثورة العرب، إضافة إلى جملة قصور صحراء الأردن الخلابة، وكنائس وقلعة عجلون القديمة، وعلاقتها التاريخية بسيف صلاح الدين الأيوبي، وآثار أم قيس المطلة على حمامات الشمال وهضبة الجولان العربية السورية.
إنها عمان سيدي،، التي تغنى بها شاعر الأمة حيدر محمود، حيث قال في قصيدة حولها، و غنتها بداية ( نجاة الصغيرة ) عام 1977 عبر شاشة التلفزيون الأردني: (أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين، فاهتز المجد وقبلها بين العينين، بارك يا مجد منازلها والأحبابا، وازرع بالورد مداخلها بابا بابا).
إنه الأردن الشامخ منارة العرب بقيادته الهاشمية الحكيمة، التي يتقدمها جلالة الملك الشجاع عبدالله الثاني محرر( الباقورة والغمر) من وسط معاهدة السلام لعام 1994 وأنياب إسرائيل. وهو الذي يستحق الإنجازات المتواصلة، وتاريخه الضارب جذوره بأكثر الحضارات عراقة وسط العرب ومنطقة الشرق الأوسط، وعمقه السياسي الذي تجاوز المائة عام، وتقدمته شعلة الثورة العربية الكبرى المجيدة وشعارها (الوحدة، الحرية، والحياة الفضلى )، ونشيده الوطني السامي - أردني - ملكي – هاشمي-.
ذلك الأردن الذي ارتبط نضاله بقضية فلسطين العادلة، وتعالى البنيان فيه رغم شح الموارد، وامتلك جيشا عربيا باسلا من أقوى جيوش العرب، وموسيقاه العسكرية مشهود لها بالإحتراف أيضا، وأجهزة أمنية جبارة يتقدمها جهاز فرسان الحق (العيون الحمر) الساهرة على أمن الوطن على مدار الساعة. وجامعات ناجحة مزدهرة يفوق تعدادها ما هو موجود في العديد من أقطار العرب وحتى الثرية منها، وقوى بشرية منتجة تعمل داخل الوطن ليبقى مضيئا، وخارج سواره ليصل نورها إلى أقاصي الأرض، بكفاءة تستحق تصديرها للخارج، وللعرب أولا.
إضافة إلى انتاج زراعي وفير من الخضار والفواكه، وزيت الزيتون عنوان. ناهيك عن المأكولات الأردنية المتميزة والشهية والتي يتقدمها المنسف ذو القرنين. ودمتم سعادتكم أمين العاصمة وعمدتها بكل خير.