استوردت المملكة خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام أكثر من مليون جهاز خلوي بقيمة تتجاوز 129 مليون دينار. أعيد تصدير 763 ألف جهاز بقيمة 76 مليون دينار بينما بيع الى الأسواق المحلية ما قيمته 53 مليون دينار بنفس الفترة .علماً أن هذه القيمة تزيد على مستوردات الفترة نفسها من العام الماضي بنسبة 75%، هذا حسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة.بحدود 250 ألف جهاز خلوي يتم بيعها محلياً كل أربعة شهور، ومليون خلوي جديد يعلّق على الخصور في نهاية كل عام، ولا يخرج استخدامه عن مكالمة مليئة بالكلام الفارغ، ومسج لا تتعدى موضوع شو وينك؟ ولعبة أتاري الحية والنقاط التي لا يجيدها معظم المستخدمين . مليون جهاز خلوي جديد يعلّق على الخصور كل عام من أجل تنزيل نغمة فايعة أو مواء قطة .
مليون جهاز جديد، من أصل أربعة ملايين مشترك من أصل خمسة ملايين مواطن أردني، مما يعني أن ربع المشتركين يقومون بتجديد جهازهم الخلوي كل عام.. الغريب أن أربعة أخماس شعبنا متأهب دائماً للحديث بالموبايل بدءاً من الحجّة أم يحيى التي تخفي خلويها في مكان آمن بعبّها لتتصل بابنتها سائلةً :فتحتي ع الجاجات، سكرتي ع الجاجات؟ . وانتهاء بآخر العنقود الذي يحتفظ برقم ورصيد وأرقام متصلين لسماع أغنية شخبط شخابيط فقط لا غير ..أربعة أخماس الشعب الأردني يستخدمون الموبايل، يستثنى منهم : الأجنة في الأرحام،ونابليون الذي يقف على اشارة العبدلي، و الدراويش الهائمون في المحافظات والألوية، وفاقدو نعمة السمع، وكل من يغط في كوما دائمة ولا يتوقع استيقاظه..
ألقاب وأسماء جديدة للأجهزة تستفز الهوس الاجتماعي وتحفّزهم لتبديل أجهزتهم كل حين دون أن يلتفت أي منهم الى الهدر المخيف الذي يزيد عن 200 مليون دينار سنوياً تخرج من البلد على هيئة عملة صعبة، ثمناً لعبارة : يا مبروك يا جديد، زهقت وبدّي أجدد، بس شافت موبايلي غيّبت ..200 مليون دينار ثمن البحث عن الهيبة التي يعجز البعض عن لملمتها من خلال شخصيتهم أو وجاهتهم أو مركزهم، فيبحثون عن شيء ما يرفع قيمتهم الاجتماعية، 200 مليون دينار.. ثمن المنظرة التي يعشقها كثير منّا..
يقاتل بعضهم لاقتناء سيارة مرسيدس، ساعة رولكس، نظارة ريبان، موبايل نوكيا، وتدخين مالبورو لايت..وذلك لإستكمال متطلبات الجعصة المحلية ..