لا ريب عندي و انا الخبيرة في الشأن الشبابي ان الشباب الأردني يعتبر من اكثر الشباب وعيا وثقافة وعلما ولديه المهارة والخبرة ما يؤهله للقيام بأهم الاعمال و اصعبها والتي لو استثمرت تلك المهارات واتيحت لها الفرصة لكان ابدع في خدمة نفسه ووطنه .
لكنه و للاسف يعاني من ضعف الدعم الحقيقي له بالرغم من وجود العديد من البرامج والمؤتمرات وورش العمل
التي اوجدتها العديد من الجهات المختلفة لدعم الشباب ، لكنها للأسف تنتهي مع انتهاء اي برنامج و قد يحصل ذلك نتيجة استعراض القائمين على تلك البرامج لتحقيق أهداف شخصية على حساب الشباب ، و منها ما ينتهي بأنتهاء الدعم المخصص لأي برنامج شبابي .
لقد تشبع الشباب برامج قصيرة وبرامج تعتمد نظام (الفزعة) و ضاق ذرعا منها لكونها لا تسمن و لا تغني من جوع و لا تحقق نتائج ملموسة على ارض الواقع .
انا ومن خلال خبرتي التي لا بأس بها في العمل الشبابي ومع الشباب ، لم أجد كثير من البرامج التي تعمل على خدمة الشباب للمدى الطويل أو حتى المتوسط وان وجدت تبقى حبيسة المكاتب لتصبح لا جدوى لها .
والسبب الرئيسي في ذلك يكمن في غياب خطط طويلة المدى تكون لا تقل عن عشر سنوات او متوسطة لا تقل عن خمس سنوات و ذلك لبعد الشباب عن مراكز صنع القرار ووجود دور فاعل لهم .
كما ان كثيرا من الخطط والبرامج ترتبط بالوزير او المسؤل و تبدأ فعاليتها لكنها سرعان ما تتوقف «بتعديل وزاري» لتبدأ رحلة جديدة مع وزير جديد وهكذا تستمر المسيرة .
ربما هذا من اهم الأسباب التي تودي الى ضعف العمل الشبابي ، الامر الذي جعلني اتأمل فيصدور الارادة الملكية بتعيين عدد لا بأس به من الشباب في لجنة الإصلاح السياسي، ما اثلج صدري حقا ، سيما اني اعرف الاغلب منهم معرفة جيدة و لي علم بكفائتهم و سعيهم .
اولا ان يشارك شباب وأغلبهم باعمار فتية مع من يفوقونهم سنا خبرة تحدي جدير بالاحترام ، لاسيما و ان الشباب المختارة لهذه المهمة رياديين وذوي فكر عميق وحس وطني عالي.
ولكن هل فعلا سيجد هؤلاء الشباب مكان حقيقي لهم وتبني أفكارهم في الإصلاح السياسي ؟
لا بد من التغيير وإعطاء الشباب الدور الحقيقي سواء في وضع البرامج والخطط او التنفيذ ،والأهم ان يكون هناك تمثيل للشباب في مراكز صنع القرار ،وخاصة في العمل الشبابي،
لان الإصلاح الحقيقي يبدأ بمشاركة الشباب ولا إصلاح بدونهم
وعندما تدمج الخبرة الطويلة مع فكر شبابي لا شك سنرى نتائج مرضية حيث ان الشباب هم الاقرب والادرى لاحتياجاتهم وما يناسبهم من برامج و لا شك بأن لديهم الحلول بطريقة ذكيه للكثير من المعيقات مع عمل حقيقي وجاد .
مؤكد سينهض الوطن يمقدراته وخبراته وشبابه
وسنتخطى العديد من المشاكل السياسية و الشبابية و حتى الاقتصادية و الاجتماعية .
اخيرا اقول وجود الشباب عامل اساسي في التغيير الايجابي و النهوض بالوطن في كافة قطاعاته .
(الدستور)