في كل مرة تعاندها الحياة تبحث عنها
تبحث عن طقوسها.. ووجودها علها تلتقط إشارات وجودها فتحيا بها..
في كل مرة تلملم بها جزءا من انهزاماتها محاولة إقناع ذاتها بأن الحياة تمضي برغم كل ما يمر بنا، تبحث عنها في مكان آخر بعيداً عن ألمها..
في كل محطة من حياتها يغادرها صديق.. وتنجو من تجارب الحياة تجربة تلو الآخرى تبحث عنها علها تستعيد جزءا من ذاتها..
لم يعد العالم الخارجي يعنيها كثيراً بقدر ما تحاول البحث عنها كي تتمكن من استعادة رؤيتها لذاك العالم..
البحث عن السعادة بات حلما يراودها.. يتجدد في كل مرة تتمسك بهذه الأيام علها تقودها لمكان مختلف... بريق جديد من آمال ليست معها..
البحث عن السعادة حلم متجدد.. تشعر وكأنه بعيداً عنها لكنها لا تزال تؤمن بوجودها كي تتمكن من الحياة...
كيف تمضي بنا الايام..؟
كيف تسحبنا تلك الأيام من وجودنا.. من لحظات السعادة التي مرت بنا وفقدناها.. لكننا لا زلنا نتمسك بما تركته بنا لنعود ونحلم بها من جديد..
كم نختلف نحن عندما نبدأ بالتعايش بدلاً من أن نحيا.. فتناسى وجودنا وتحلق بأيامنا حلم السعادة..
وكأنها في محطات آخرى لم نصلها بعد ولكننا نتمناها..
في مكان ما.. بوجوه وملامح من نحب بتفاصيلهم..
برائحة الياسمين التي تعيدنا إلى ذكريات لا تزال تحيا بنا..
في طفولة لا تقف عند حدود العمر والسنوات.. قادرة على الشعور بالسعادة ولو للحظات..
في حياة لا تكون دون سعادة تعلو بنا فوق أوجاعنا.. فوق ذكرياتنا..
لنمر مرور العابرين أمام صفحات أيامنا، نستذكر كل من مروا بها.. كل من غادرونا باختياراتهم تارة وتارة آخرى لم يملكوا الخيار..
لنمر أمام كل خيبة أمل، وأمام كل حلم لم يتحقق، وكل قلب لم يحتوينا كما نستحق، وكل نفس لم ترنا كما نحن..
ونمضي باحثين عن السعادة تاركين هذه الصفحات لزمن آخر..
نبحث عن السعادة كي نتمكن أن نحيا لا أن نتعايش.. فالبحث عنها يوجد بنفوسنا بعضاً من آمال جديدة ومختلفة علها تمكننا من أن نمر من أمام «الياسمين» ونشتم رائحته ولا نتألم..
(الرأي)