قالت البطّة الكسولة لصديقها الثور:
- يا ثوري العزيز. كم ِأتمنى أن أصعد الى قمة هذا التل الذي تراه أمامك، لكي أشرف على العالم.
قال الثور:
- بطتي العزيزة ..حاولى استخدام أجنحتك.
قالت البطة:
- لا أستطيع ذلك، فأجنحتي ضعيفة، وأنا غير مؤهلة للصعود.
فكر الثور قليلا ، ويقال بأنه دخن سيجارة ، لكني أشك في ذلك ، لأن القصة حدثت يوم كانت الثيران تحكي ، ولم يكن التبغ ، ولم تكن السجائر مكتشفة بعد.
المهم، فكر الثور ،ثم أشرق وجهه بالبشرى ونظر الى البطة الحزينة وقال لها:
- بطتي الرائعة. لا تحزني ولا على بالك ... اكتشفت طريقة لتصعدي الى الصخرة وتري العالم بدون أن تحاولي استخدام أجنحتك التي لا تؤهلك للصعود الى الأعلى.
قالت البطة التي كانت تتصنع الحزن والإحباط:
-وما هي هذه الطريقة يا ثوري العزيز.
قال الثور بفخر :
- سأضع روثي قرب الصخرة ، وسوف ينشف غدا.
قالت البطة :
- وكيف سيفيدني هذا في تحقيق ما أصبو إليه من صعود؟
قال الثور:
- وغدا سأضع روثي فوقة فينشف بعد غد، ثم أضع بعد غد روثي فوقه ..وهكذا ، حتى أصنع لك درجا من الروث الناشف تصعدين عليه حتى تصلي الى الصخرة.
وحصل ما قاله الثور، ولم يمض أسبوعان حتى اكتمل درج الصعود، فصعدت البطة بكل فرح وسرور حتى وصلت الى الصخرة.
وكان أن مر من الجانب الآخر للصخرة صياد..شاهد البطة على الصخرة فور صعودها، فأطلق عليها النار وأرداها قتيلة.
الحكمة المفترضة من هكذا حكاية مقرفة :
- يمكن للقذارة أن تصعد بك الى الأعلى..لكنك لن تبقى طويلا هناك.
(الدستور)