تحديث منظومة الحياة السياسية ضرورة وطنيةد. محمد القضاة
13-06-2021 02:12 PM
مضت المئوية الأولى للدولة الأردنية بعجرها وبجرها، بانجازاتها وتحدياتها، واليوم يبدأ الاردن مئويته الثانية في ظروف مختلفة وتحديات حقيقية خلقتها انعكاسات اقليمية ودولية وجائحة صحية، وكلها تؤشر على ضرورة تجاوزها بحكمة ورؤية موضوعية لأوضاعنا الداخلية والخارجية، بعيدا عن لغة التشكيك بالدور الذي ستضطلع به اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية؛ خاصة أنّ الأصوات الكثيرة والمواقف المسبقة بدأت ماكينتها ضد هذه اللجنة وأنها لا تختلف عن سابقاتها، وهنا اقول ان تلك اللجان تم تشكيلها في ظروف مختلفة وفِي الألفية الأولى، وكلها قامت بدورها، ولم نسمع حينها هذه اللغة السوداء التي ترسم فيها ألوان اللجنة الجديدة، وهنا اذكر بتلك اللجان التي قامت بدورها وهي: لجنة الميثاق الوطني عام 1990 برئاسة احمد عبيدات، ولجنة الهيئة الوطنية (الأردن أولا)عام 2002 برئاسة علي أبو الراغب، ولجنة الاجندة الوطنية عام 2005 برئاسة مروان المعشر، ولجنة الحوار الوطني عام 2011 برئاسة طاهر المصري، ولجنة تعزيز منظومة النزاهة عام 2012 برئاسة عبدالله النسور، ولجنة منظومة النزاهة الوطنية عام 2014 برئاسة رجائي المعشر، ولجنة تطوير الجهاز القضائي وتعزيز سيادة القانون عام 2016 برئاسة زيد الرفاعي، وهذه اللجان جميعها جاءت في الألفية الأولى وانجزت ما كلفت به، والمطلوب من اللجنة الملكية الجديدة لتحديث منظومة الحياة السياسية برئاسة سمير الرفاعي ان تقرأ بعناية ما قامت به تلك اللجان، لمعرفة مواطن الوهن وما طبق من افكارها وما يناسب مجتمعنا؛ لأن جميع اعضاء هذه اللجان شخصيات وطنية نتفق معهم ام نختلف، المهم مدى توافق افكارها مع الوطن ورغبة الناس في بناء حياة ديمقراطية حقيقية تقوم على مبادئ من الحرية والاحترام والانجاز والعطاء وبناء الوطن، وهذا يتطلب قراءة الاوراق النقاشية من جديد لكي ننطلق في حوار وطني شامل يؤهل لرسم طريق جديد تكتب فيها فصول الحياة السياسية والاقتصادية. وتاريخ الاردن يحفل بالحياة والتجديد، والأردنيون لا يعرفون اليأس والنكوص، ويقرأون ما لهم وما عليهم، ويدركون ان التحديات هي عوائق التقدم والتغيير في معظم دول العالم، وحين تقرأ خريطة التحديات في المنطقة تكتشف ان الاردن يتجاوزها بالإصرار والتحدي والتصميم، واستطاع ان يصمد في وجهها بقوة وصلابة وحزم، وحفاظ على الاستقرار وكرامة الانسان وحقق الحد المعقول لإدامة العيش الصحيح للمواطن الاردني، ويعرف الجميع ان دولاً غنية تفلس وتغادر الرفاه الى شد الأحزمة وتعمل بكل امكاناتها لتجاوز هذه التحديات، ومع ذلك لا تصل لمستوى ما وصل له الاردن من القدرة على التكيف والعمل بجد لتجاوز التحديات والمعيقات بالعطاء والبناء، وللتذكير فقد واجه الأردن صدمات احداث المنطقة منذ بداية النكبة الفلسطينية مرورا بالنكسة وحرب لبنان واحتلال الكويت وحصار العراق واحتلاله وأحداثه المتلاحقة والازمة السورية العاصفة وما تم في ليبيا واليمن، واستقبل الأردن مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين بإمكاناته المتواضعة جدا، وفتح قلبه وأرضه لأبناء أمته باحترام وتواضع قلّ مثيله، دون ضجر او منِّة هكذا الادرن العروبي لم ينس واجباته رغم التحديات المحدقة به ورغم نتائج جائحة كورونا التي أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة وافلاس العديد من الشركات والمؤسسات ورغم شُح المياه ورغم كل المواقف التي أدارت ظهرها للأردن، ولا نريد أن نقارن الاْردن بأي دولة «فاشلة»، وانما نقارنه بموازاة الدول المتقدمة كي نرتقي به، وبالإنسان حتى ينافس ويبدع ويصل هدفه المنشود، هذا هو الأردن من حقه علينا أن نعضده ونشد الأحزمة معه، وأن نقرأه بعناية ودقة، وأن نصبر مهما كانت التحديات؛ لأن الصبر على الطوى في ظل الاستقرار والأمان أفضل من رغد العيش في غابة لا يحكمها أي ضابط أو معيار. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة