تحاول السطور التالية دحض الفكرة الدارجة عن أن الحرص على المبالغ المالية الصغيرة هو سلوك يخص الأفراد البخلاء فقط, وأن المؤسسات بعيدة عن هذا السلوك الذي يندرج عموماً ضمن ما يعرف بعمليات "القربطة" على القرش و"صمّ" الأيدي و"الصرصرة" و"مسك اليد" أو "النتافة".
تعالوا كمثال على ذلك نأخذ مؤسسات القطاع المصرفي, ودعونا نراقب تفاصيل موقف هذا القطاع من القروش والدنانير القليلة أي من " الفكّة والفراطة".
جرب عزيزي صاحب الحساب البنكي أن تطلب سحب كامل المبلغ المتوفر في حسابك, حينها سيعمد الموظف إلى الإبقاء على دينار و"الفراطة" الأخرى التي تزيد على الدينار, وذلك تحت عنوان الإبقاء على الحساب "فعالاً".
لكن ماذا لو جربت أن تغلق حسابك بالكامل, قل للموظف انك ستسافر إلى الأبد أو انك ستنتحر وانه بالتالي لا فائدة من فعالية الحساب, واطلب كل ما في حسابك. إنه بالتأكيد لن يبلغك شيئا عن أمر ذلك الدينار و"الفراطة" المحلقة به, والويل لك لو سألت عن ذلك, إنك فوراً ستتهم ب¯"دناوة النفس".
لكن جرب أيضاً أن تجعل حسابك ينكشف بمبلغ دينار واحد فقط, إنك ستجد أنه سيخضع للفائدة البنكية فوراً, وسيقال لك أن الأمر يجري آلياً وأن الكمبيوتر هو الذي يقوم بذلك تلقائياً. لاحظ انه نفس الكمبيوتر الذي عجز عن الحفاظ على ذلك الدينار عندما كان لمصلحتك.
ليست هذه دعوة لتغيير أسس العمل المصرفي, إنها فقط تقترح أن يضاف إلى كشوف الحسابات بند جديد بعنوان "نتافة مؤسسية".0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)