قبل ان يولد الاردن كان مكتوباً قدره في اللوح المحفوظ أنه باق للأزل، ويبقى كشجرة شامخة ويسقط الناعقون بالخراب كأوراق الخريف، فالأردن ولد ليبقى رغم انف الحاقدين والمأجورين والمراهنين وسيتبعثر المتأمرون كحبات الحنطة التي تسقط على بلاط المخازن وستجفف جذور الفتنة بوعي الواعين وحكمة الحكماء من أبناء أردن الشموخ الرابظين كالأسود على ربوات أرض الحشد والرباط.
فمن راهن على العشائر بأن يكونوا معاول هدم فقد نكسوا على اعقابهم لان أبناء العشائر لن يسقطوا أبداً في مستنقع الفتنة، وعندما سمعوا ورأوا أن الامر الذي يدور يخدش الدولة الاردنية بمكوناتها وحاد عن الطريق القويم، عندها توقف من خرج وراجع حسابته وعرفوا ان الامر ليس محاربة للفساد ولا مطالبة بالاصلاح وليست دعوة وطنية بوجه الفاسدين بل جنحت عن الطريق القويم بعد ان تم التلويح والتهديد بالقتل والهدم والتخريب، فاصبح الذين إستهوتهم شهوة الفوضى وظنوا انه متنفساً يشبع بها رغبات النفوس المريضة بالطيش وعدم المسؤولية والا انسانية سرعان ما صدعوا لنداء الوطن، لان اي اردني دمه مقدس وحرام، وحرمته من حرمة دم الحسن والحسين أبناء علي كرم الله وجهه، إلا أن الاردنيين بجميع مكوناتهم، عندما يتعلق الامر بمليكهم وبأردنيتهم يلتفوا مجدداً حول قيادتهم واردنيتهم ويعضون عليها بالنواجظ، فسلام على الاردنيين وسلمتم يا ابناء الوطن يا احرار الزمان والمكان يا اسود الربوات وفرسان الصهوات ، فإن زئيركم بالحق يزلزل أقدام اصحاب الفتنة والأجندات المأجورة ، وبحضوركم يسعد الزمان والمكان وتصمت ألسنة الفحش والفتنة .
سيبقى الأردن صخرة منيعة صماء تتكسر عليها إرادات الشر والجهل وخلط الاوراق والدسيسة بحكمة جلالة الملك ووعي وإلتفاف أبناء الأردن حول العرش وفي مقدمتهم أبناء العشائر الاردنية دون استثناء ، وهنا نعلن موقفنا الواضح الصريح بعيداً عن كل الاجندات والحسابات ، إلا اجندة الوطن وحسابات الإنتماء والولاء ، وهذا هو الموقف العام لأبناء الاردن الذي اعربت عنها الاغلبية الساحقة لا بل جميع المكونات الاردنية ، أن جلالة الملك خط احمر وأن امن الاردن وجبهته الداخلية لا يحق لأي كان الاقتراب او المساس بها ، فلا يقام واسط لأي بيت مناهض لها بل كل واسط للبيت في الاردن سيقام من اجل الالتفاف حول القيادة الهاشمية ، وهذا ما كان على ارض الواقع .
الأردن يدرك أنه يقع تحت دائرة المؤامرات التي تحاك له في جنح الظلام لإجباره ليتنازل عن موقفه من قضية فلسطين ، والتسليم بكل تفاصيل صفقة القرن ، وأي حادثة بسيطة حتى ولو مفتعلة ، بقدرة قادر تتحول الى قضية كبيرة وتستيقظ الخلايا النائمة التي تخدم النفوس المريضة التي تضرب الاردن اجتماعياً واقتصاديا وسياسياً ، مثل الحادثه الاخيره التي تحولت الى فتنة داخلية بين عشيه وضحاها ، وهذا عمل ممنهج يقوم به أعداء الأردن من الخارج وعلى رأسهم الصهيونيه العالميه ويخدع بها بعض من في الداخل ، وعليه فإنه قد آن الاوآن ان يدرك الاردنيين ما يحاك ضدهم و أن يتريثوا ولا يستسلمو ا لردات الفعل السريعه و الانفعاليه القاتله ، كما علينا ان نسترد ثقتنا ببعضنا البعض وان نحافظ على هيبة الدوله واعادة الاعتبار للشخصيات الوطنيه وان نعيد ترسيم الحدود بين الحقوق و الواجبات واعادة الاحترام في جميع علاقاتنا المشتركه ، واالابتعاد عن الاشاعات و التعامل معها وفق منهج الاسلام الذي بينه رب العزه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات/ 6) ، وبعون الله ثم بوعي الاردنيين ، سيبقى الاردن آمن، سياجه الجيش العربي والعيون الساهرة من اجهزتنا الأمنية ووعي المواطن الأردني الذي ترفع له القبعات وشعارنا " العدل والحرية ورايتنا أردنية عربية إسلامية وقيادتنا هاشميه" .