دار معظم الحديث في الاردن اليوم عن لجنة الاصلاح وكانت الاحاديث ما بين متشائم الى حد ما وقليل من التفاؤل.

اولا من كان يمني النفس بأن يكون ضمن اعضاء هذه اللجنة وخاب ظنه كان ينظر الى اللجنة والى نهايات عملها بسوداوية ويحطم مجاديف المركب قبل ان يبحر ، ثانيا من كان احد اعضاء اللجنة من ابناء عشيرته او من ابناء جلدته السياسية او يحمل نفس الاجندات تكلم بصوت متفائل خافت.

ولكن هناك سلبيات وايجابيات

كما ارى اتحدث عن السلبيات اولا ان بعض الوجوه معروفة والمواطن فاقد للامل بأن يأتي التغيير من هذه الوجوه ثانيا ان التجارب واللجان المشكلة سابقا لم تأت بحلول يلمسها المواطن على الارض وبقي الخطاب نفسه لمدة تزيد عن العقد واصبحت المصطلحات المكررة لا تجدي نفعا ولا تبث اي تفاؤل او امل للمواطن.

ثالثا بعض الوجوه لم تنجح بإدارة ملفات صغيرة وهي الان امام مشروع ضخم.

من جانب اخر ايجابيات هذه اللجنة

لاول مرة نرى تنوعا يشمل جميع الاطياف بالمجتمع الاردني بل وهناك تضادات تكاد لا تلتقي نهائيا وهذا يضفي نوعا من العصف وعدم اقرار اي تغيير الا بعد مخاض عسير ودراسة مستفيضة، وكذلك الجو العام والازمات الصغيرة التي مرت خلال الاشهر الماضية تجعل اعضاء هذه اللجنة اشد حرصا على اخراج افضل ما لديهم مع معرفة تامة بالردود الغاضبة في حال اخفاق او فشل اي طرح لا يتوافق مع الرؤية والطموح والاراء الغاضبة تجاه الاخفاقات في العديد من الملفات. والاهم ان الرسالة الواضحة من جلالة الملك والمتضمنة تعهدات جلالته بتنفيذ توصيات ومخرجات هذه اللجنة مما جعل الكرة في ملعبهم ليدحرجوها كيفما شاؤوا، واعتقد ايضا ان من الايجابيات وجود وجوه جديدة وهذا اختبار جديد ولا اتوقع ان احد منهم يرغب ان يواجه باخفاق او فشل في مهمة مثل هذه.

بالخلاصة برأيي الشخصي اذا قام اعضاء هذه اللجنة بقراءة المشهد جيدا مع ثقافة واسعة بمكونات المجتمع الاردني شيبه وشبابه وجنوبه وشماله وشرقه وغربه.

واذا استطاع اعضاء هذه اللجنة القيام بتحليل المشهد الماضي جيدا علميا وليس تكهنات ولا ان تجير عوامل ليس لها اساسا بنجاحات مزعومة وان تستخدم الطرق العلمية بالتقييم اللاحق لاية ازمة حصلت او ازمة مستقبلية واذا تم استقطاب الشباب وسماع اراءهم وهم الصوت الواعد برأيي وهم اصحاب الكلمة المسموعة وسماعهم فعلا وليس اشراكهم فقط من اجل الاستعراض خصوصا بأنه ثبت فعلا بأنهم من يحركون الشارع ويأثرون به.

ومطلوب من اعضاء اللجنة الثبات على ارائهم التي تصب بمصلحة الوطن دون اهتزاز هذه الاراء وان يكون كل شخص مستعد للثبات على رأيه دون الالتفات لاية تاثيرات او كسب ود كائن من كان.

ايضا لابد من التنويه بأن الاعضاء قد أبلغوا قبل تشكيل هذه اللجنة وكان امامهم خيار الرفض او القبول بالتالي اي تقديم استقالة لاحقا تكون اما فشلا في اضافة فكر او نوعا من الاستعراض واستقطاب مؤيدين.

بهامش من التفاؤل اتمنى التوفيق لهذه اللجنة واتمنى ان نلمس تغييرا للافضل واتمنى ان يعلم اعضاءها انه في حال اخفاقهم لاسمح الله فأنهم يزيدون فجوة الثقة بين المواطن والحكومة وهذا لا يتمناه اي شخص حريص على هذا الوطن