لطالما اعتقدت بعدم وجود معارضة حقيقية،،فمن المتابعة لهذا الموضوع منذ مراحل الجامعية الأولى كنت ألاحظ أن توزيع المهتمين بالعمل السياسي إلى فئات و ألوان و(هويات فرعية) بحسب الأيديولوجيا السياسية أو درجة الولاء للجهاز الرسمي كان من أجل تحديد الحصص من المكاسب وبحسب الظروف.
من الناحية النظرية أعتقد بأهمية وضرورة العمل الحزبي القائم على البرامج الواقعية بحيث يؤدي إلى تقدم وتنمية شاملة ومستدامة،
ولكن الواقع للحياة السياسية جعل كثيرين يتفقون معي بهذه القناعة يحجمون عن الانضمام للأحزاب، بسب الفردية والبراغماتية التي تغلب على من يتولون قيادتها، وهذا أيضا ينطبق على التيارات السياسية التي لا تتخذ طابعا حزبيا،،فقد أصبح العمل السياسي لدينا يتسم بالغموض، وتقلب المواقف، والانقلاب (اللطيف) على المبادئ بحجة أن السياسة هكذا(لعبة قذرة)، أو أن السياسي قلما يكون شخصا صادقا، وعلينا الإيمان بهذا وعدم إنكاره، بل واعتباره ضرورة أو من متطلبات العمل السياسي، وأن نقيّم قدرات السياسي بمقدار دهائه(الخبث) او دبلوماسيته (الكذب)،أو ذكائه الاجتماعي (النفاق و الانتهازية)،ما يعني اعتبار حالة (الفصام) التي نعيشها النموذج الذي يسعى كثيرون إلى الوصول إليه بأي طريقة حتى لو كان منها المتاجرة بالدين، والوطنية،وتمثيل: الولاء،و الإنسانية، والانفتاح وما شابه،
غالبيتنا يقف على حدود العمل السياسي(الملغومة)،بحيث يصعب التقدم بسبب عدم توفر خارطة طريق للسير عليها بشكل آمن،كما لا يمكن التراجع والعمل بنفس الأساليب التقليدية في أوضاع وظروف غير تقليدية.
الوضع العام يحتاج التأمل والقراءة الهادئة، حتى لا نتفاجأ بالنتائج أو ننصدم بها وتحدث الانتكاسة، لنترك تصنيف وتقسيم العمل السياسي إلى ألوان جانبا،، لأنه في الحقيقة ليس له إلا لون واحد (المنافع والمكاسب)، فالعروض المسرحية أصبحت بالية وممجوجة، وليخرج الجميع من وراء الستار،،حتى لو لم يحظوا بالتصفيق الحار أو الجوائز؟؟
الضوء له لون واحد (الأبيض) لكنه يتحلل إلى ألوان الطيف عند مروره في الأجسام المختلفة التي أما تمتصه أو تعكسه أو تسمح بمروره بحسب درجة شفافيتها(صفائها)، ما بنا يكفينا وزيادة، سئمنا.
«والله من وراء القصد»