لقد جاء في الرسالة الملكية للجنة الإصلاح السياسي أن جلالته يريد " نقلة نوعية" .
إن هذا يغرينا للحديث عما نريده كي تتحقق النقلة النوعية لعل فارسا" من فرسان اللجنة يعجبه شيء فيها فيحمله وينطق به .
إن أول ما نطمح إليه أن يكون الشعور بالمسؤولية التاريخية حاضرا" لدى الذوات المحترمين إذ تحقيق النقلة النوعية لا يتم اذا تحول التنوع الفكري في اللجنة إلى حلبة صراع لفرض الآيدلوجيات والآراء ، نريد هذا التنوع فرصة تسابق نحو النص الأفضل للأجيال .
نريد أن ننقل الوطن لمرحلة جديدة بصورة ملموسة لأن الناس في حالة ملل ويأس وفقد ثقة وهذا لا يتحقق اذا تمخض الجمل فأرا" كما يقال في المثل . إن مجتمعنا لديه حاسة شم سياسية عالية ولهذا فإنه بلا شك سيتفاعل اذا وجد النقلة النوعية ، أما إذا وجد أن ما يجري ما هو إلا التفاف على الرأي العام فإنه سيزداد يأسا" وحنقا" حيث المنحنى في انحدار ونريد أن نسترد زمام الأمور .
وضرورة النقلة النوعية بارزة في الاقتصاد الذي يعاني حيث عمدت "حكومات الموظفين " إلى إغراق البلد في مديونية عالية وصلت" خمسين مليارا" " لان هذا النوع من الحكومات لا ينظر لأبعد من أرنبة أنفه حيث يعتمد الوسائل القاتلة( رفع الأسعار والضرائب والاقتراض)
بينما النقلة النوعية مطالبة باجتراح الوسائل والإبداع في التفكير الاقتصادي .
والنقلة النوعية تتطلب حكومات سياسية فقد جاء في الرسالة الملكية حديث عن "البرامج" واذا كان هذا مطلبا في المرشح فإنه بلا شك مطلب لا تنازل عنه في الحكومة . فالحكومة التي تنقلنا نقلة نوعية هي التي تحمل برنامجا" وطنيا" في السياسة الاقتصاد والاجتماع التعليم والتحضر وكل جوانب الحياة.
ولأنها نقلة نوعية فلا يمكن أن تتم برموز ملوثة أو مشبوهة أو معروفة بتقديمها لمصالحها الشخصية على المصلحة العامة .
النقلة النوعية هي التي تثبت اننا وقفنا في مرحلة مراجعة عند مئوية الدولة لنعلن بملء الفم أننا لن نستمر في مسيرتنا بل سنجدد تلك المسيرة دون خوف أو وجل فالخائف لا يمكن أن يعطي أو يقدم .
لن نحلم أحلام الخيال لكنه حقنا في أن نفكر للوطن والأجيال لنعلن تميز الأردن في أحلك الظروف وأنه يبدع رغم المحيط البائس والمدمَر.
إن الزمن لا ينتظر فعلى رؤوس الأشهاد نريد وطنا" متميزا" مؤسسيا" قانونيا" لا أحد فيه فوق القانون وأن الفساد لا يمكن السكوت عليه أيا" كان فاعله ومرتكبه، وأن أموالنا المنهوبة لا بد من استردادها بكل السبل القانونية .
النقلة النوعية هي التي ستمكننا من الصمود تجاه أي خلل في قضية فلسطين وتجاه أي خلل في المحيط بنا من مشكلات.
لا نقلة بدون برلمان سياسي منتخب بدون تزوير ، ومن ثم حكومة وطنية سياسية بعيدا" عن توارث العائلات فلا توارث إلا في "الملكية".
حكومة برموز نظيفة تعلن فور استلامها عما يملكه كل واحد فيها وعلى وسائل الإعلام حتى اذا أنهى عمله ظهر تقرير آخر بما صار لديه من ممتلكات . بهذا نزرع الثقة بالمسؤول عند الناس وبغير ذلك سيبقى السباب والشتائم واللعن سرا" وعلنا" هو سيد الموقف .
نرجو لكم التوفيق يا سادة فهذا الوطن وطنكم ونحن بانتظاركم .