حول دمج التعليم العالي والبحث العلمي مع التربية والتعليم
د. منصور المطارنة
10-06-2021 02:06 PM
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعتبر حيويّة تعنى ببناء الإنسان المنتمي الذي يعتبر الركيزة الأساس في البناء والتقدم والازدهار كما هو الحال بوزارة التربية والتعليم. لكن للأسف هذه الوزارة محكوم عليها منذ مدة بحالات عدم الاستقرار منذ نشأتها في عام 1985.
فكان التغيّر بين إلغائها وإنشاء مجلس التعليم العالي، وتغيير اسمها في 2001، ثمّ عودتها أو ارتباطها بوزارة التربية والتعليم، ثمّ عودتها مستقلة، حالات متكررة ولا يوجد تقييم حقيقي لكل خطوة حتى نخرج بقرار لبيان أهمية وجودها من عدمه. طبعا الآراء حول ذلك مختلفة بين مؤيد ومعارض، وبين تبني رؤية جلالة الملك لهذا الدمج والذي يهدف الى تحسين نوعية التعليم بين الوزارتين المترابطتين بشكل كبير في المدخلات والمخرجات، مواضيع كثيرة متداخلة مترابطة تحتاج الى تنسيق كبير بين الوزارتين.
أنا قد أوافق على الدمج خصوصاً أننا بمرحلة نتجه فيها إلى التطوير والذي يشمل تغيير سياسة امتحان القبول الجامعي بالإضافة لامتحان التوجيهي، وبرأيي أن لا يعتمد قبول الطالب فقط على امتحان التوجيهي كما تحدثت سابقا بوسائل الإعلام، بالإضافة إلى التفكير الجدّي لضبط أعداد المقبولين بالجامعات، والتخلّص من قبول الموازي غير الدستوري، وتعزيز منظومة التعلّم التقني والذي ما زلنا نراوح بمكاننا اتجاهه بدون خطوات وخطة متبعة وقابلة للتنفيذ، وعلينا أن نناقش بعمق مفهوم السنة التحضيرية ومدى جدوى التطبيق من عدمه، أو القبول المباشر من قبل الجامعات.
وبرأيي في ظل هذه الجائحة ورأي الغالبية أن هذا الدمج يضر و يؤثر بشكل كبير على الأداء و المتابعة و تحقيق الأهداف، كلا الوزارتين تحتاجان بهذه الجائحة وتبعاتها إلى التفرغ التام لمتابعة القضايا الشائكة و خصوصاً هذا التحوّل الكبير و الوباء ووضع الخطط والاستراتيجيات وبمرحلة انتقاليّة نتجه فيها إلى تحقيق التطوير والابتكار والريادة و التوجه نحو العالمية، والأهم متابعة الاستراتيجيات الموضوعة بالأصل و مدى تحقق اهدافها و عدم سن المزيد منها، و قد ينجح الأمر إذا كان هنالك مؤسسية حقيقية و توزيع أدوار بين الأمناء العامين ومدراء الدوائر والأقسام.
للأسف لم نقم بتقييم التجارب السابقة للضم مثلاً ومدى نجاحه؛ لذا نطلب ونتمنّى من دولة الدكتور بشر الخصاونة أن يقوم بفصل الوزارتين، هنالك بالوطن أكفياء ذوو خبرة ومعرفة قادرون على إدارة التربية والتعليم التي تحتاج حقيقةً الآن وأكثر من أي وقت مضى لتقييم تجربة التعلّم عن بعد، وبالرغم من النجاحات لقد شابها الخلل الكبير عندما نتكلم عن مئات الآلاف من الطلبة الذين لم يتلقّوا أي تعليم، نحن بحاجة إلى خطة إنقاذ وفصل صيفي بالبداية مكثّف يعوّض الطلبة عن ما تمّ فقده والاستمرار بها لمدة عام. هذا ملف مهم وملح جدا الان بأن نقوم بوضع خطة استراتيجيّة وشموليّة لتعويض الفاقد التعليمي الكبير بسبب جائحة كورونا وان لا نحدّده بمدة شهر فقط كما تمّ الإعلان عنه من قبل وزارة التربية والتعليم. لن نستطيع تعويض فاقد تعليمي بمدة شهر واحد، ويجب ان نراجع ما تمّ عمله وتنفيذه لتعويض الفاقد على المستوى العالمي. سيتم عرض التجارب العالمية بمنشور منفصل ان شاء الله لأهمية الموضوع.
نحتاج إلى وضع تصور وخطة شمولية للتعليم المدرسي والجامعي على حد سواء. لذا أقول أعان الله الوزير على حمل عبء وزارتين تحتاجان إلى تفرّغ تام لأداء الواجبات والملفات الكبيرة والتي تعصف بهما، ونؤكد على توزيع الأدوار وإعطاء الصلاحيات، وفقاً للأنظمة والقوانين.
حفظ الله الوطن الأغلى وقائد مسيرة النهضة والتقدم
* الجامعة الاردنية