عندما تشتد الخطوب على امة او مجتمع يلجأ الناس إلى الحكماء وذوي الخبرة الاشراف الاصلاء وليس المتزلفون الدخلاء ونحن في الاردن نمر بأسوأ كارثة مجتمعية تخطت حدود المعقول والمقبول حيث تعرضنا خلال السنوات العشر الماضية الى أسوأ حالة مجتمعية شاملة بعد ان مارست علينا شخصيات جاهلة كل أساليب التجريب والتخريب ولم يقيض الله لنا ولكم من يقودنا الى بر الأمان.

على المستوى الاقتصادي الداخلي وصل الدين العام الى خمسين مليار دولار رغم خصخصة كل ممتلكات الدولة وتبخر الدخل الفردي وانعدم معدل النمو العام وغابت الوعود الحكومية الكاذبة عن موائد الفقراء واصبحنا ندور في حلقة مفرغة كالام التي تطبخ الحجارة لاطفالها كي يناموا بجوعهم.

مجالس النواب والاعيان هي الحلقة الأضعف نتيجة طريقة التشكيل والتشكيك فاعتمدنا على الثقة وتناسينا الكفاءة ولم يكن الكثيرون اهلا للثقة.

وعلى الصعيد الداخلي تعرضنا لفتنتين الاولى كانت في الدم والثانية في العظم وكنت يا مولاي موقفا في اختيار سمو الأمير الحسن في معالجة فتنة الدم التي انتهت بسرعة ونحتاج لعلاج الثانية بأسرع من الأولى.

مولاي الحبيب المعظم

ان تشكيل لجنة ملكية للإصلاح الشامل امر مطلوب بشكل عاجل واختيار الاسماء من ابناء الاردن الذين لم تتلوث ايديهم امرا سهلا.. لكن اختيار من يرأس هذه اللجنة هو الامر الصعب.. صدقني يا مولاي لا احد من كل رؤساء الحكومات السابقة يصلح للمهمة وانا اعرفهم جميعا واعرف نبض الشارع الاردني.

مولاي المعظم .. هي نصيحة اردني محب مخلص .. عليك بالحسن بن طلال لرئاسة اللجنة الملكية القادمة فهو الأجدر والاقدر وهو الذي اخمد فتنة الدم والذي سيكون قادرا على اعادة كل الأمور لنصابها.. الحسن بن طلال يمتلك خبرة نصف عمر المئوية الاولى للاردن الهاشمي وبكل تأكيد هو الاحرص على وضع خارطة طريق شاملة وليس هؤلاء وكل شعبك الوفي المخلص يثق بالحسن الحكيم الذي لا غبار عليه ان أردنا استعادة العقل الجمعي الاردني واستعادة الشعب الاردني ووضع نهج إصلاحي سياسي واقتصادي واجتماعي شامل.

حفظ الله الاردن قيادة وشعبا