الاتفاقية التي ابرمتها ايران مع كل من تركيا والبرازيل حول تبادل اليورانيوم كانت اكثر من كافية لاقناع الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في الاتحاد الاوروبي بضرورة تهدئة اللعب مع حكومة طهران والنزوع نحو الحل الدبلوماسي ووضع حد لقلقها او مخاوفها من امكانية صنع ايران اسلحة نووية...
لكن ادارة اوباما وحكومات لندن وباريس وبرلين عقدت العزم مسبقا على فرض عقوبات قاسية على ايران ليس لانها ماضية في صنع اسلحة نووية ولكن لحرمانها حرمانا مطلقا من امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية...
بل انها اي ادارة اوباما وحليفتها و تحت تاثيرات وضغوط المنظمات الصهيونية واسرائيل قد وضعت في اعتبارها اضعاف ايران ولو بذرائع ملفقة على غرار ما فعلت في العراق لتمكين اسرائيل من الحفاظ على تفوقها العسكري وعلى ان تصول وتجول في المنطقة مهددة هذه الدولة ومتوعدة تلك حتى لا تعترض اي دولة من دولها على سياستها العدوانية وعلى استراتيجيتها الاستيطانية التوسعية على حساب الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية والعربية....
فواشنطن والعواصم الأوروبية الاستعمارية الكبرى قد زرعت هذا الكيان الصهيوني العنصري العدواني التوسعي في قلب الوطن العربي ومدته بالاموال والاسلحة وغطت اعتداءاته بالذرائع والمبررات السياسية والدبلوماسية لكي يكون ويظل ذراعها العسكرية الضارية والقادرة على منع وتطويق أي دولة عربية من التقدم والنهوض ومن امتلاك القوة العسكرية بل وتأديبها واخضاعها لارادة الدول الغربية حتى لو كان ذلك ضد مصالحها الوطنية والقومية العليا..
من هنا فان أي حل توافق عليه حكومة طهران بمعزل عن ارادة واشنطن وحليفاتها لن يلاقي القبول منها.
وستظل هذه الدول الاستعمارية الكبرى ماضية في فرض عقوبات اقتصادية قاسية وغيرها وفرض عزلة اقليمية ودولية على ايران ولربما توجيه ضربات عسكرية لمنشآتها النووية وضرب مواقع صواريخها لعلها « تتأدب» وتدخل «بيت الطاعة « لواشنطن وللدول الأوروبية الاستعمارية الكبرى التي لا تزال تجهد لاخضاع جميع دول المنطقة لارادتها بمنهجية «كولونيالية» و»امبريالية»جديدة» ..
لذلك فان أجواء التوتر المشحونة بالنزوع لشن حروب محددة أو شاملة في المنطقة ستظل تهدد بزعزعة الأمن الاستقرار والسلام طالما اسرائيل ماضية في سياساتها العدوانية والتوسعية وطالما واشنطن وحليفاتها تقدم لها كل دعم عسكري ومالي وسياسي..
(الرأي)