في ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش العربي
فيصل تايه
10-06-2021 08:41 AM
اليوم العاشر من حزيران يوم اغر مبارك ، يوم غالي على قلوبنا ، اذ يعدّ من ايام العزّة و الفخر نحتفل بذكرى عزيزة غالية على قلوبنا جميعا وهي ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش العربي المصطفوي.
في هذه الذكرى العطرة تُطالعنا صفحات مشرقة من المجد والحياة الفضلى الكريمة ونفتح في هذه الذكرى سفر العزة والعطاء والفخار لنقرأ في صفحته الأولى ملحمة الكفاح والنضال ونحن ندرك ما بذله الاجداد من مشروع حياة أراده الهاشميون منذ جلالة الملك عبدالله الأول- طيب الله ثراه - مفعم بالعطاء الموصول والنهوض الشامل والسيادة المطلقة على امتداد خارطة الوطن والأمة ، لا يشوبه أي منغصات أو ينتقص من اكتمال معانيه أية معيقات ، فحمل الأردنيون لواء الثورة العربية الكبرى مع قيادتهم الهاشمية رسالة خالدة على مدى تاريخهم المجيد ، وبشّروا بمبادئها السامية على ثرى الاردن وذرى فلسطين الطهور وربى الجولان وفي شتى ربوع العالم رسالة للمحبة والسلام يترجمون مسيرة مباركة تكسرت فيها قيود الاستعمار وتعالت فيها صروح العلم والحضارة ، وتجسدت فيها معاني الحرية وانعتاق الفكر نحو آفاق رحبة في أرجاء المجتمع الانساني الدولي يحلق في فضاءاته وميادينه الرحبة ينافسه ويتعاون معه متسلحاً بكل قيم الانسانية والعدل والتسامح والصبر.
لقد كان الشعب والجيش والانسان الأردني في أي موقع هو الغاية والوسيلة والطاقة الفاعلة المتجددة التي تشيع النهضة والنماء في ربوع هذا الحمى العربي الأصيل ، وظلت رسالة الثورة العربية الكبرى رسالة الاستقلال والحرية والانعتاق من كل القيود التي تقف حائلاً دون طموح الانسان ، فهي الرسالة التي تهدي السالكين على الدرب الطويل ولا تنفك مبادؤها، تبشر العرب بالوحدة والحرية والسيادة وكرامة الأجيال ، وقد نذر الهاشميون أنفسهم لمجد الأمة العربية ولمجد الأردن فكانوا رمزاً للإستقلال وعنواناً للعزة والسيادة وبقي الجيش العربي قرة عين قادته وسياجاً منيعاً يحمي الاردن ويصونه ويحافظ عليه ليتحول إلى عطاء لا ينضب وإنجاز وبناء يغمر أرجاء الوطن وتباشير فرح يحملها الأردنيون أمانة في أعناقهم ويصوغون من معانيه عهداً وولاءً ليبقى الأردن حراً قوياً وشعلة من العلم والمعرفة والحضارة التي وشّحت ربوعه وهضابه بسير الأنبياء والصحابة وتكللت بمعارك الدفاع عن كرامة هذه الأمة ومجدها وكان الشعب بكل فئاته ظهير الجيش فكانوا محور التغيير وأداة التطور والنماء.
ان الجيش الاردني بنفرد دون سواه من الجيوش العربية بحمل اسم"الجيش العربي" ويرفع منتسبوه هذا الشعار باعتزاز كبير ، فهذا الجيش هو جيش الثورة العربية الكبرى وهو نواته الاولى ، وهو الجيش المصطفوي بحق ، وهو الجيش العربي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وله في كل ارض عربية شرف واجب ، وهو الجيش الذي تجاوز الحدود دفاعا عن العدل وتكريسا للسلام وقيم الامن الراشد وذودا شريفا عن حق الانسان في حياة حرة كريمة. هذا هو الجيش الاردني الذي نحتفل هذه الايام به ، جيش عربي واردني ، دافع عن الاردن وعن فلسطين وعن القدس بالذات ، ودافع عن كل ارض عربية داهمها الخطر ، وهو اليوم يدافع عن العدالة والسلام والاستقرار على امتداد الكوكب ، ليكون بذلك الجيش المصطفوي بحق عندما يجسد انتصار الانسان لاخيه الانسان ضد القهر والعدوان والتسلط ايا كان مكان وزمان ذلك الانسان. نستذكر باعتزاز قرار تعريب قيادة الجيش نعم هذا هو الجيش الاردني الباسل ، عدة الاردن للحاضر والمستقبل معا ، الخدمة في صفوفه شرف ليس كمثله شرف ، فهو جيش الاحتراف والانضباط والدقة والنزاهة والاخلاص للوطن ، والحمد لله ان كان لنا الشرف بالخدمة في صفوف الجيش العربي جنودا أوفياء لثرى هذا الوطن الاشم .
هذه الذكرى هي عهد ووفاء وتجديد بيعة نصوغ فيه من كل مفردات مسيرة الكفاح والعطاء منذ أول قطرة دم أريقت في سبيل حرية الأمة أنشودة نغفو ونصحو على أنغامها ، تنتظم بها صفوفنا خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة وجلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني الذي يقود هذا الحمى العربي الأصيل نحو معارج الخير والأمل .
واذ نحتفل بهذه المناسبة المجيدة ، لا يسعنا الا ان نتقدم للقيادة الهاشمية بأسمى آيات التهنئة والتبريك، وللشعب الاردني بالتهنئة والتبريك وبالرفعة والسؤود في ظل القيادة الهاشمية العزيزة - قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.