بات يؤرق الجميع نتائج التعليم عن بعد سواء المدرسي أو الجامعي، حيث يلاحظ تدني مستوى التحصيل لظروف متعددة ومتنوعة نتيجة ما فرضته جائحة كورونا على القطاعات كافة ومن ضمنها التعليم.
وفقا لمدخلات التعليم عن بعد ونظراً لما واجهه قطاع التعليم من تحديات طارئة ومستجدة، ثمة ملامح واضحة من المخرجات والتي تدعو للعديد من علامات الاستفهام الخاصة بجودة الخدمات المقدمة من خلال التعليم عن بعد.
الكثير من الملاحظات والمقترحات يمكن تقديمها وعرضها ومن جميع الفئات المعنية سواء من الطالب، المعلم، ولي الأمر، الإداري، الفني، ومن قبل الأطراف المختصة والمعنية في تطوير التعليم على المستوى الرسمي والخاص ومحصلة ذلك مفيدة في تقييم تجربة التعليم عن بعد بشكل شامل وواقعي ومن قبل الجميع.
تجربة التعليم عن بعد وإن كانت مزعجة ومقلقة ضمن بعض التقييمات ولكن يمكن البناء على جوانب عديدة من تفاصيلها الفنية والأكاديمية والإدارية لتعزيز المهارات التعليمية والتعلمية في قطاع التعليم العام والعالي وتجويد الخدمة التربوية وتطويرها في المجالات كافة ومنها المنهاج وأساليب التدريس والتدريب وطبيعة العلاقة بين الطالب والمعلم في المراحل التعليمية.
لكل تجربة الإيجابيات والسلبيات والدروس المستفادة، ولعل بث بعض النماذج السلبية عن واقع تجربة التعليم عن بعد والاشارة إلى بعض المشاهدات على ارض الواقع لمخرجات التعليم عن بعد وضعف مستوى التحصيل، يعكس الحال تدني في المستوى العام وفي المراقبة والمتابعة والتساهل في حضور وغياب الطلبة والتهاون في ضبط العملية برمتها مما أثر سلبيا وبشكل ملحوظ على أداء الطلبة والمعلمين على حد سواء والتهاون في عملية ضبط الامتحانات والاختبارات لضمان عدم الغش والتأكد من مشاركة الطالب الفعلية في التقدم للامتحان وليس غيره والعديد من جوانب الضعف والتي تعني فشل تربوي كبير من وجهة نظر العديد من الأطراف المعنية بتجربة التعليم عن بعد.
لكن وبالمقابل ثمة العديد من قصص النجاح من خلال التعلم عن بعد واكتساب مهارات جديدة للطالب والمعلم وولي الأمر ونماذج من علاقة تشاركية مسؤولة للمتابعة عن كثب لمجريات عملية التعليم عن بعد والتطوير عليها والبناء على ما تم إنجازه خلال فترة قياسية والتغلب على العديد من تبعيات الأزمة وبشكل إبداعي.
سوف تظهر فيما بعد مخرجات التعليم عن بعد وسوف يتابع مضمون ذلك من له علاقة بقطاع التعليم ومن مختلف البنود سواء مؤشرات الانفاق والاستثمار ومدخلات الإنتاج ومضمون العملية التعليمية والخدمات المقدمة والإمكانيات المادية والمعنوية وجوانب التنمية المنشودة والأهداف الاستراتيجية المخطط لتحقيقها.
دروس عديدة يمكن الاستفادة منها من خلال تجربة التعليم عن بعد وتقييم ما أنجز خلال الفترة الطارئة من حيث الاستعداد والتعامل مع الظروف المستجدة ووسائل العلاج وجوانب القوة والضعف والفرص والتحديات التي ظهرت بوضوح وعلى أرض الواقع.
لا تتحمل جهة واحدة مسؤولية تجربة التعليم عن بعد وتشترك أطراف عديدة في تحمل العبء الكبير نتيجة التجربة الطارئة وتقدير التكلفة والآثار المترتبة على مضمون ذلك وإعداد الخطط المستقبلية.
المطالبات بالعودة إلى التعليم الوجاهي لها ما يبررها جراء المعاناة من تفاصيل تجربة التعليم عن بعد، ولكن هل يمكن ذلك بسهولة وبسرعة ودون عقبات في ظل الظروف المستجدة والتي تتطلب مواكبة التطور التكنولوجي والتحول إلى التعلم الرقمي والمراحل الافتراضية والنمط الجديد للتعليم والتعلم؟.
(الرأي)