كلمة واحدة فيها راحة بال وطن
شحاده أبو بقر
09-06-2021 09:12 PM
كلمة واحدة تطمئن شعبنا وتهدئ النفوس وتضعنا على بداية الطريق الصحيح لولوج المئوية الجديدة بأدوات جديدة ونهج جديد يلتف حوله الجميع.
هي كلمة واحدة تحمل قرارا وطنيا عاليا حكيما وحصيفا يجسد الأرضية الصالحة للشروع في نهج إصلاحي تشاركي شامل لمصلحة وطن متصالح مع ذاته.
والكلمة التي اعني هي " العفو" عن كل ما سلف على قاعدة " احنا عيال اليوم" بقرار سيلقى قطعا ترحيبا واسعا وتفاعلا شعبيا شاملا يعيد قيمة عظمى لبلدنا هي التلاحم المكين بين الدولة والشعب وهذا هو ما يتطلبه واقعنا الصعب الماثل اليوم وسط ظرف إقليمي مخرجاته كلها وليس جلها ليست في صالحنا.
والعفو الذي أعني وهو من شيم الكبار والمقتدرين الواثقين من قوة أوطانهم وإخلاص شعوبهم، يتمثل في طي كل صفحات الخلاف.
وكلمة العفو تعني معالجة قضايا المتعثرين والغارمين غير المقتدرين وإلغاء الحجز على ممتلكاتهم ودعوة الفارين الغلابة منهم للعودة للوطن، ووقف تهديد المتخلفين عن دفع اثمان الكهرباء والماء وسوى ذلك من مستحقات بحجز ممتلكاتهم والاستعاضة عن ذلك بتسويات يسيرة.
والعفو الذي أعني يفضل أن يشمل كذلك من يطلق عليهم وصف معارضي الخارج وإسقاط القضايا المرفوعة بحقهم ودعوتهم للعودة إلى الوطن.
نعم، هي كلمة واحدة لكنها تعني الكثير ويمكن أن تشمل غير ما سبق أعلاه بكثير من حيث تأجيل أقساط صناديق الإقراض الحكومية والبنوك ومؤسسات التمويل لرفع حمل قاهر عن كاهل الناس واشعارهم بأن دولتهم ترعاهم وتتلمس أحوالهم وتعيش معهم معاناتهم.
إن حدث هذا يمكننا عندها أن نتحدث عن " إصلاح على نظاف" يكفل راحة بال لشعب جله إن لم يكن كله منهك اقتصاديا اجتماعيا وبات يتشكك في أي حديث عن إصلاح سياسي ومدى جديته وأثره في حياته ومستوى عيشه ومستقبل اجياله.
العفو عند المقدرة، والدولة راعية لمصالح شعبها ويجب أن تكون قادرة، والله خالق الكون عفو كريم يحب العفو والعافين عن الناس أيا كانوا، فكيف يكون الحال إذا عندما تعفو الدولة عن شعبها وهو عماد وجودها اصلا.
هذه نصيحة خالصة لوجه الله فجربوها وشوفوا طيبة معادن شعبنا الأردني الواحد الذي لم ولن يجاريه شعب آخر في كرم اخلاصه لوطنه وقيادته وحرصه الشديد على سلامة ومنعة وقوة بلاده وجاهزيته الصادقة في التضحية من أجل كل هذه القيم.
جربوا " العفو" والصفح التام بصفحة أردنية وطنية بيضاء ناصعة ثم اشرعوا في الإصلاح الشامل الذي يبني لنا خارطة طريق جديدة لمئوية جديدة بنهج محكم جديد، وثقوا بأن شعبنا لن يخذلكم ابدا ابدا عندما يطمئن إلى سلامة المسيرة حيث لا إقصاء ولا تهميش ولا شيطنة لأي فئة أو حتى اي فرد كان.
أزعم بأنني أرى الصورة وأطل على المشهد العام وبالبصر والبصيرة ومنذ سنوات، ولذلك أجزم بأن ما قلت هو طريقنا نحو التصالح والتشارك بنيات صافيات سليمات للخروج مما نحن فيه نحو وطن أقوى بإذن الله ومسيرة وطنية طابعها السلامة من كل عبث أيا كان مصدره، والصلابة في مواجهة المخاطر والتدخلات، فالركون إلى شعب راض متعاون متفاعل هو الضمانة الأهم من كل ما سواها، وتاريخ مملكتنا العزيزة شاهد حي .
أتمنى واسأل الله ان يكون كلامي مسموعا ومقدرا فلا غاية لي سوى رضا ربي ثم مصالح بلدنا الحبيب بكل ما فيه ومن فيه. والله من وراء قصدي.