يقال أن فلانا مهاب الجانب اي انه يتمتع بشخصية قوية وعزيمة وشكيمة وذلك بأنفته وعزته وصدقه وكرمه وشجاعته ووفائه وبعده عن الهزل وثبات موقفه وصبره وتحمله وإصراره وهو بذلك إنما يضع لنفسه مقاما محمودا ويصنع مظلة تقية من الاختراق والعبث بمواقفه وتكون له حجابا مستورا.
وما ينطبق على الأفراد من حيث قوة المقام وهيبته ينطبق على الدول والمؤسسات والتكوينات الجماعية بحيث تغدو صاحبة شخصية معتبرة يحترمها الأفراد ويقدرون قوانينها ولا يخروقنها ويحسبون حسابها في كلامهم وأفعالهم ومواقفهم.
الدولة القوية لها اركانها وكل ركن له أدوات مسخرة لخدمتها وابراز شخصيتها واحترامها ورفعة مقامها وحصانة مواقفها ولعل من أبرز الجوانب التي تحفظ هيبة الدولة مصداقيتها في تعاملها مع مواطنيها والوفاء بوعودها وتقديم افضل الخدمات واحترام شعبها وعدم الاستخفاف بعقولهم ومنطقية ومعقولية خطابها وصياغة القوانين والتشريعات المنطقية العادلة التي تخدم مصلحة كل الاطراف فيها.
ان منطقية أداء الدولة وتعاملها مع شعبها بمستوى عال من النزاهة والشفافية والمصداقية والحرص على مصالح الناس والوفاء بالوعود والعهود إنما يؤسس لقاعدة ذهبية لاحترام الدولة وتحصينها من الضعف وفقدان الهيبة.
ومما لا شك فيه ان انفاذ القانون بعدالة على جميع العلاقات المتبادلة داخل الدولة وعدم التراجع والتقهقر في غلبة القانون دون محاباة او استهتار إنما يعزز هيبة الدولة ويعيد بناء جدران الثقة المفقوده.
وينبغي للدولة حتى تحفظ مقامها من صدقية اعلامها وشفافية تصريحاتها وموضوعية إجراءاتها والوقوف بصلابة أمام اية محاولات للنيل من كرامتها.
الدولة المعتبرة هي الدولة القوية بجميع اركانها والتي تخلق توازنا بين الحزم واللين وبين المنفعة والضرر وبين الاحترام وانفاذ القانون.