هذه دعوة صادقة من قلب محب لهذا الوطن، أن يلتف الكل حول فكرة واحدة وهدف واحد وأمل واحد هو حب الوطن، لا نجعل لاختلاف الرأي يفسد رباط الأخوة الوطنية والمحبة الإنسانية بيننا وهي الجامع الذي يحتضننا، لا ندع للخلاف طريق بيننا، ولتكن دماء شهدائنا وتضحيات الأجداد والتاريخ العظيم لهذه الأرض المباركة هو الفيصل والحكم. إننا جميعا في سفينة واحدة وهي سفينة الإخلاص لتراب الوطن، كيف لنا أن ننسى كل ذلك ونتشبث بأمور قد تلهينا عن تطوير وتنمية وطننا!!
ولنتذكر ما مضى ولنجعله أمام أعيننا وكيف استفاد آباؤنا السابقون من تجاربهم في الحياة، ولتكن هي الشعلة التي تنير لنا دربنا وسط عتمة الخلاف والنزاع والجدال الذي يورث العداوة والبغضاء، دعونا نفتح قلوبنا لبعضنا البعض، ونقتبس من قيم مجتمعنا ومن موروثاتنا الخالدة دروساً وعبرا نعي من خلالها أهمية رص الصفوف وتوحيد الكلمة والتكاتف، ولنجعل من الحوار سندا يعين سفينة الوطن على السير قدماً نحو بر الأمان والسلامة.
نعتقد أن الجدال لن يفيد شيئاً ومحبة الوطن والتفكير بمصلحته ومصلحة أهله هما العنوان الرئيسي في حياتنا. لن يستفيد أحد من ضياع الدرب وفقدان البوصلة، فهذه البلاد بناها الأجداد الكرام بدمائهم وعرقهم ذاقوا الأمرين كي تصبح كما نراها بهية جميلة، فكيف لنا أن نستهين بكل تلك المنجزات والأعمال العظيمة لمجرد اختلاف في وجهات النظر!
الأخطاء يجب أن تعالج ويكون لنا جميعاً وقفة معها، لكن لا يمكن أن تحل وكل فرد منا يدير ظهره للآخر، لا يريد أن يستمع لوجهة نظر أخيه، الكل يجب أن يحترم رأيه بدون انتقاص لرأي الآخر، ومعيننا إيماننا بالله ثم حبنا الكبير لهذه الأرض التي يجب علينا أن نحافظ عليها ونعض عليها النواجد كي تبقى أبية عزيزة، أو هل نسينا العهد الذي قطعناه على أنفسنا ولاجدادنا أن نصون الوطن ونضحي لأجله بالغالي والنفيس؟! ولا نسمح لخلافات عابرة أن تشق الصف وتبعدنا عن بعضنا البعض. إننا اولا وآخرا نعيش تحت مظلة هذا الوطن الذي ارتوى ترابه بعرق ودماء السلف الطيب الذي شيد وعمر وادرك أن الأحفاد سيصونون انجازاتهم ولن يفرطوا فيها أبدا مهما جرى.
فلنكن على حسن ظنهم كي يسعدوا وهم في دار الحق.