التوجيهي .. موازنة بين البروتوكول الصحي ووزن الوحدات والأسئلة
د. زيد أبو زيد
08-06-2021 01:30 PM
ينتظر طلبة الثانوية العامة على أحر من الجمر بدء امتحان الثانوية العامة في دورته الجديدة صيف هذا العام يوم 24 حزيران 2021، بعد أن بثت وزارة التربية والتعليم الاطمئنان والسكينة في نفوس الطلبة في حديثها عن مستوى الأسئلة وطبيعتها ووزن الوحدات الدراسية وشكل الأسئلة لتلبي الوزارة مطالب الطلبة والمعلمين في تقديم امتحان يتناسب وظروف الطلبة في التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا-كوفيد19- وتزيل حالة القلق والرهبة التي تصاحب عادة امتحانات الثانوية العامة.
لقد كان إعلان الوزارة قرار أن يكون وزن كل فصل دراسي للورقة الامتحانية للثانوية العامة 50% من كل مبحث مبعث اطمئنان وراحة للطلبة كما كان التصريح بأن الورقة الامتحانية في جميع المباحث تتكون من 50 فقرة من نوع الأسئلة الموضوعية، الاختيار من متعدد، باستثناء مباحث اللغة العربية (الثقافة المشتركة لجميع الفروع الأكاديمية والمهنية) واللغة الإنجليزية (الثقافة المشتركة لجميع الفروع الأكاديمية والمهنية) والرياضيات (لجميع الفروع الأكاديمية والمهنية)، فستكون نسبة الأسئلة الموضوعية في هذه المباحث الثلاثة 60% و40 % من نوع الأسئلة المقالية (الإنشائية) مريحًا؛ إذ منح لكل الطلبة فرصة لاستخدام ملكاتهم وقدراتهم ومهاراتهم، وبذلك يكون الامتحان لهذا العام كما خطط له محققا لمواصفات الاختبار الجيد من حيث (الموضوعية ــ الصدق ــ الثبات ــ التميز ــ السهولة).
إن تضمين الامتحان للأسئلة المقالية إلى جانب الموضوعية في ثلاثة مباحث وهي اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات سيمكن من تحقيق الثبات والصدق والموضوعية ويلبي حاجات الطلبة وميولهم ويختبر قدراتهم بشكل علمي ويحقق الغرض الرئيس من الامتحان، ويحقق القدرة على اكتشاف مهارات الطلبة العامة.
من جانب آخر وبعد موجات متتالية لفيروس كورونا (كوفيد19) وطفراته المتعددة لمعظم دول العالم ومنها الأردن منذ نهايات عام 2019 وحتى الآن، بدأت وزارة التربية والتعليم التجهيز لعقد امتحان الثانوية العامة وبدء العام الدراسي وجاهيا، وبمجموعة من السناريوهات المناسبة لكل مدرسة بحملات تطعيم المعلمين والتي بلغت نسبة قياسية من أجل دخول آمن إلى الصيف، ومن ثم فتح معظم القطاعات والتعليمية ومنها المدارس ورياض الأطفال، وأيضًا الجامعات والمعاهد آخذة بالحسبان الواقع الوبائي والمنحنى البياني للإصابات، وبما يتوافق ومخططات الدولة في كبح جموح الوباء الفيروسي سريع الانتشار. وهي خطط تؤكد وزارة التربية والتعليم جديتها وضرورتها لفهمها العميق للأثر العميق للغياب الكامل عن التعليم الوجاهي بالمطلق لفترات طويلة، وأثر عدم الاختلاط بين الأقران، والتفاعل المباشر، وممارسة الهوايات على الصحة النفسية والاجتماعية للطلبة إلى جانب أن التعليم عن بعد عبر استخدام التكنولوجيا وأدوات الثورة الرابعة بكافة أشكالها ضرورة متمازجا مع التعليم الوجاهي.
إن سيناريوهات عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة كما هو المخطط لعقد امتحان الثانوية العامة يعد له بشكل متواصل لتحقيق التوازنات الأكاديمية والصحية الكاملة للحفاظ على صحة الطلبة والمجتمع، ولا سيما أن قرابة 207 آلاف من الطلبة سيتقدمون لامتحان الثانوية وهو الرقم الأعلى في تاريخ المملكة، وقرابة مليونين ونصف من الطلبة سيلتحقون بالتعليم الوجاهي بعد أن يكونوا قد استدركوا بعض المفاهيم الرئيسة في مدارسهم منتصف شهر آب، وقبل الدخول إلى العام الجديد 2021/2022.
إن صحة الطلبة والمعلمين هي أولى أولويات وزارة التربية والتعليم، ولأن مؤشرات الحالة الوبائية الآن أصبحت أكثر استقرارًا إلاَّ أنَّه من المبكر الركون إلى ذلك، وتعمل الوزارة على الاستعداد سواءً من الناحية الصحية والالتزام بالإجراءات الوقائية والتطعيم وتجهيز المدارس وصيانتها لاستقبال الطلبة بعد غياب وتأمين المقاعد والكتب المدرسة وتدريب المعلمين والمرشدين للتعامل مع الجوانب النفسية والاجتماعية للطلبة.
وأخيرًا، فإن المطلوب استمرار الإجراءات الوقائية والتسجيل لتلقي المطاعيم والتباعد الجسدي ولبس الكمامة وغسل اليدين والتعقيم حتى نحمي المجتمع من الفيروس وتحوراته وانتشاره، وبالتأكيد أن هذا الالتزام سيدخل بنا ليس فقط في قطاع التعليم بل وأيضًا إلى جميع القطاعات إلى صيف آمن .
من هنا فإن وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع جميع الشركاء ستعمل على عقد امتحان الثانوية بكل اقتدار، من وضع للأسئلة وفق معايير محكمة وعقد للامتحان في قاعات مناسبة وتوفير سبل الراحة المادية والنفسية للطلبة ، وتعقيم مراكز انعقاد الامتحان، وقياس درجة حرارة الطلبة والعاملين والتأكد من سلامتهم والتزامهم بالتعليمات الوقائية حسب البروتكول الصحي الموضوع من لبس كمامة وتباعد، كما ستعمل على عودة وجاهية آمنه للطلبة مطلع العام الجديد وفق أسس آمنه وبروتكول صحي ومسارات آمنه لعودة آمنه. والله الموفق.