لا ادري من الذي أطلق أو اخترع المثل الشعبي المقيت والمضلل " الكذب ملح الرجال ... وعيب على اللي بيصدق " !!
حالات عديدة دفعتني للكتابة حول ذلك ... ومن أطرف الطرائف ان طبيبا مختصا على مستوى عال من المهارة والكفاءة امضى اكثر من نحو 30 عاما يعمل في بريطانيا وألمانيا كان في البلدين يدير مستشفى متخصصا ... الى ان اتخذ قراره بالعودة الى الوطن والاستقرار فيه ... وبعد مضي ثلاثة أشهر اتصل بصديقه الدكتور " محمد الجمل " وهو في حالة اندهاش كبيرة ليقول له " يا دكتور اكتشفت شيء عجيب جدا ومذهل في البلد " أي الأردن " ... سأله الدكتور الجمل باستغراب : ماذا اكتشفت ؟؟
أجابه : دكتور هون كتير من الناس " بيكزبوا " !!
وهنا "انفرط" عقد الدكتور الجمل ضاحكا وعندما استقرت حاله تابع قائلا له " يا دكتور ... لسه ما شفت شيء ... ياما راح تكتشف " !!
الشيء المؤلم اني سمعت ان ذاك الطبيب صاحب الخبرة الواسعة والمتميزة في مجاله قرر العودة من حيث أتي !!
حالات ... وحالات !!
ما الذي يدفع المرء للكذب ؟؟
أليس سؤالا مشروعا ؟؟
ما الذي يدفع مسؤولا لأن يقول لك : سأفعل ... وسأفعل ... " وهو قادر " ثم لا يفعل شيئا ؟؟
ما الذي يدفع آخر لأن يقول لك : سأتصل بك ... ولا يفعل ؟؟
أو يقول لك : اتصل بي غدا ... وعندما تفعل لا يجيب .. وتحاول عشرات المرات وما من مجيب !!
ومن طرائف الأمور انك تتصل بمسؤول ما فيقال لك " هو مشغول : سعادته أو عطوفته أو معاليه ... وسنتصل بك لاحقا لكنهم لا يفعلون !!
ومن فن الادارة الحديثة ــ في الأردن ــ أن بعض المسؤولين لهم مدراء مكاتب ... فتطلبه لحاجة رسمية " طبعا مدير المكتب " فيرد عليك سكرتير مدير المكتب ليقول لك انه مشغول الآن مع معاليه وعندما ينهي العمل نتصل بك ... فحتى مدير المكتب اصبح يتوارى بالكذب !!
كل أولئك : هل يخدمون الوطن ؟؟؟
وهل يعلمون أن الكذب آفة اخلاقية ودينية ؟؟
وهل يدركون أن المؤمن قد تصدر عنه عادات سلبية عديدة لكنه لا يكذب ؟؟
ssakeet@hotmail.com