التضليل الاعلامي .. واستهداف الموقف الاردني! (2)
أ.د. خلف الطاهات
08-06-2021 08:42 AM
فيما وقفت الالة الاعلامية الرسمية مكتوفة الايدي وعجزت عن الدفع باي رواية تبدد الاشاعات ومحاصرة الروايات التي كانت تحاك ضد الاردن ومواقفه من ما يسمى صفقة القرن وتحاول اغتيال الموقف الاردني الثابت والراسخ من عروبة فلسطين، كان جلالة الملك وحيدا في الميدان يطلق عاصفة من التصريحات اينما حل ووصلت الى صرخاته الثلاث التي اطلقها من الزرقاء والتي تتمركز حول كلا للقدس وكلا للوطن البديل وكلا للتوطين.
شواهد عديدة ان التضليل الاعلامي المتعمد من الالة الاعلامية الاقليمية وفي عواصم الغرب، وضعت الاردن اغلب الاوقات وضع المتهم في موقفه، و جعلته في صراع مع المشككين حتى وهو يمارس سيادته الكاملة على اراضيه المستعادة والغاء ملحقي الغمر والباقورة، و ظلت هذه الالة تصفع الاردن تشكيكا وغمزا ولمزا. فهل هذا السلوك المتعمد من التضليل جاء من فراغ؟
لا يمكن ان نغفل حقيقة تاريخية ان الاردن مستهدف في مواقفه الواضحه والثابتة والراسخة من القضايا المطروحه في الاقليم وتحديدا من عروبة فلسطين والوصاية الهاشمية على المقدسات. فهناك صراع ادوار في دول المنطقة، ومحاولات واضحة لتهميش واقصاء الدور الاردني في الملف الفلسطيني من دول لها اعلام قوي ومؤثر وقادر على خلط الاوراق معلوماتيا والتلاعب بالحقائق، وبالتالي توجيه الراي العام بما يمس حقائق الدور الاردني الذي طالما يتمسك الاردن والملك وحكومات الاردن بالثوابت من الموقف من فلسطين..وبالتالي هذا الموقف يتعرض بين فترة واخرى للتشويه والتحريف بفعل ادوات التضليل الاعلامي.
كما ان انتشار مقاولو الاعلام وترويج الروايات المنتجه في الغرف السوداء، اذ اننا نتحدث اليوم عن صناعة الاشاعة وفن التضليل..و ياخذ ذلك عدة اشكال منها الكتابة بالانابة عن دول الصراع حول الدور التي تختلف مصالحها مع الاردن..حيث يلجا كاتب صحفي من جنسية ثالثة للكتابة في موقع او صحيفة تصدر من عاصمة غير عربية بتمويل من دولة تستهدف الدور الاردني. ايضا يتم ذلك من خلال دعم مؤسسات اعلامية بطريقة غير مباشرة..واستحداث مواقع اخبارية موجهة بعواصم اقليمية تتبنى مواقف الدول التي تمولها وتتعمد تهميش او الاساءة للدور الاردني وموقفه.
ناهيك عن دور الكيان الصهيوني من خلال وحدات متخصصة الكترونية قام الكيان الصهيوني باستحداثها وهي الوحدة 8200 - الذراع الاستخباري الالكتروني الاسرائيلي- و مهمتها تجييش الشعوب العربية على بعضهم عبر فبركة الاحداث ولي الحقيقه باسماء عربية ومحلية لاضفاء مشروعية ومصداقية على ما تنتجه هذه الوحده بين الجمهور الافتراضي.
اليوم بتنا نتحدث عن محترفي التضليل المعلوماتي وعن ناشطي اللايفات والبعض يطلق على نفسه معارض خارجي مع تحفظي على المسمى..وللاسف لدينا مجتمع يبحث عمن يتحدث بلا حدود وبلا سقف وبدون مسؤولية حتى لو كان يختلق القصص ويفبرك الاحداث..البعض منا بسبب ادمانه منصات التواصل الاجتماعي اصبح بالنسبة له متابعة بعض هؤلاء الناشطين او المعارضة لاغراض التلسية والتعليلة..بالرغم من محاولات هؤلاء الناشطين البائسة الباس بعض الاحداث لبوس الحقيقة لاضفاء التقبل لما يتحدثون به..وبالرغم ان اغلبنا يعرف لا بل متاكد من تاريخ بعض هؤلاء الذين لو اقسموا على المصحف فان شهادتهم لا تقبل بالمحكمة لكنهم باتوا للبعض مصدرا لمعلومات مضللة ومفبركة.
الاخطر باعتقادي في التضليل الاعلامي هي حرب تسريبات الوثائق..وهذا سلوك بتنا نلمسه بين من كانوا يشغلون مواقع المسؤولية وصنع القرار في واحدة من ابشع عمليات تصفية الحسابات في المجتمع.. وهي حرب شخصية يدفع ثمنها صورة الدولة بشكل عام داخليا وخارجيا.
لم يعد مقبولا الصمت عما يتعرض له الاردن من هجمة متعمدة من التضليل الاعلامي، فلدينا تاريخ مشرف وتضحيات بطولية ومواقف متقدمة لا يجاريها اي موقف من دول المنطقة ازاء القضايا المصيرية، وهي مواقف لا يمكن طيّها بصمت معيب هنا او برواية مضللة هناك!!! فما لا يمكن فعله في السياسة يمكن التعبير عنه وقوله بحزم في الاعلام والصحافة وهذا اقل الايمان لانصاف انفسنا وقيادتنا وبلدنا !!