غياب السياسات يصنع الازمات
د.محمد البدور
08-06-2021 08:38 AM
لنتعظ من حادثة الامس والتي حاول بعض المرتدين عن الطاعة الوطنيه ومن خلال حجة الاصلاح الاستقواء على الوطن والتي كادت ان تشعل مواجهة تحمل الوطن ثقلا آخر فوق احماله وقد انهكت اهله الاعباء وسوء الحال من التردي المعيشي وزيادة الفقر والبطالة وتدني فرص العمل وقلة المشاريع ومايشكو منه المواطن من تضخم وعدم كفاية الدخل لعيشه الكريم وما يصاحب ذلك من حديث مجتمعي هنا وهناك عن الفساد والاقصاء والتهميش والترهل الاداري لمؤسسات الدولة وما الى ذلك من هرج عام بفقدان الامل والثقة بنجاح اي طرح رسمي يتعلق بتحسن الحالة وتحقيق الاصلاح الشامل.
لقد بعثت تلك الحادثة التي خرجت عن السياق الوطني باشارات على الدولة ان لاتغفلها !! وأن هناك حالة من الغضب الشعبي وعدم الرضى تسود بين الناس وتطال اطياف واسعة من كل القطاعات الاجتماعية وجميعها نستشعر منها حالة عامة بعدم الرضى عن كل شيء من حولها وان الدولة ماضية في سياسات لاتشفي لها سقما ولا تغنيها من جوع وانه لا أمل من قريب بأي تغيير نحو الافضل في كافة جوانب الحياة.
على الدولة ان تشخص الحالة العامة وان لا تقف متفرجة على ما يدور على الساحة الوطنية من مطالب شعبية وشبابية وان تباشر بوضع مشروع وطني للاصلاح الشامل والتنمية المستدامه يتضمن استراتيجيات وسياسات ناجحة تبني على تحديد الاولويات الوطنيه وهموم الامة وتعالج مشكلاتها وتخفف من وطأة عيشها وكدها يحتاج وطننا ايجاد حلول للبطالة في صفوف الشباب ومواجهة جيوب الفقر الذي اتسعت رقعته وتمددت لتطال شرائح اجتماعية واسعة وعائلات واسر ومناطق باكملها يحتاج وطننا الى تحسين الوضع الصحي للمواطن الذي ارهقته بيروقراطية المستشفيات العامه وانهكته التكاليف في المستشفيات الخاصة حتى بات يرى في الموت وجه اخر للحياة نحتاج في وطننا الى برنامج وطني لمواجه الفساد بكافة اشكاله مواجهة حازمة تطمئن المواطن بأن الوطن ملك للجميع.
نحتاج الى اصلاح سياسي يفرز احزابا وطنيه قادرة على صناعة صناع قرار واعداد قيادات وطنية تمتلك الرؤية الثاقبة القادرة على الاخذ بزمام المبادرة في مجالس الامة والحكومات والحوكمة والاصلاح نحتاج في وطننا الى مراجعة للعدالة في توزيع المكاسب والامتيازات والحد من الفوارق الوظيفية في المؤسسات لان الجميع من كوادرها مكلف بواجب الخدمة العامة دون تمييز ومفاضلة لقد كانت توجيهات جلالةالملك على الدوام داعية وداعمة لكل الحكومات والسلطات والمؤسسات بان تعمل على صياغة السياسات والبرامج التي
التي تحقق الاهداف بمعالجة الاولويات الوطنية وحاجات الامة، ان في حادثة الامس من العبرة للدولة مايكفي وكما قالها جلالة الملك "بكفي ".