بحجة محاربة السياسات الحكومية ومحاربة الفساد والمفسدين إختلط الحابل بالنابل وأصبح الكثير يمتطي موجة المعارضة ويتخذ من النسيج الاجتماعي والقبيلة قاعدة له يتخطى كافة الحدود والمشهد لا يحتاج لشرح واضح للعيان لكل أردني، فثمة فرق بين من يطالب بمحاسبة من سرق أو اساء إستخدام السلطة وبين من يسعى إلى إشاعة الفوضى و خراب الديار والتنمر على الدولة ومؤسساتها واجهزتها الامنية.
اقول لأمثال هؤلاء بصفتي مواطن أردني وبصفتي أحد ابناء عشيرة من قدمت وستقدم رجالات دولة كان لهم دور كبير في حماية الوطن الغالي وكان لهم دور رائد في بنائه وفي إلتفافهم حول القيادة الهاشمية شانها في ذلك شأن كافة العشائر الاردنية من مختلف مشاربها ومنابتها إن أمن الوطن و قيادته الهاشمية ووحدته الوطنية ودستوره خط أحمر بل إن حمايته وصون قيادته و نسيجه الاجتماعي تعتبر واجب ديني وأخلاقي و على كل أردني أن يجاهد للحفاظ عليها ، وكلمة أمن الوطن أقصد بها هنا كافة الأبعاد الامنية الوطنية العسكريةوالسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ؛ والقيادة اقصد بها ولي أمرنا وحادي ركبنا الذي امرنا الله عزوجل قبل الدستور اطاعته وعدم الخروج على اوامره ، وكيف وان كانت هذه القيادة هاشمية من سلالة نبينا محمد صل الله عليه وسلم لها شرعية دينية قبل ان تكون دستورية و قانونية عاهدنا الله ان نبايعها على السمع والطاعة في المكره والمنشط.
ان من حسن الطالع الإشارة هنا أن المطالبه بتغيير اي سياسة حكومية أوانتقاد اي مسؤول مرجف ضعيف أو مسؤول ينحرف عن الصالح العام او يتلكأ في أداء واجبة يعتبر وطني بل وعلى الرأي العام ان يكون مراقب وكابح لكل فاسد ، لكن ان ينحرف هذا الواجب الوطني إلى غيره مساره وفحواه وينادي بالخراب لا قدر الله هنا يخرج هذا العمل عن مفهوم المواطنة ويخرجها عن مسارها ومحتواها الأصلي ويدخل الواجب الوطني في بوتقة الفتن وتفتيت النسيج المجتمعي والفوضى ، وحينها سوف يصبح جميع الأردنيين أعداء له ،وهنا اريد ان اقول ان الغشائر الاردنية على اختلاف اصولهم ومنابتهم مهما ارتفع سقف غضبهم ومهما زاد عتبهم وزادت مطالبهم كلهم سيتحولون الى جنود للوطن إذا لاح خطر يهدد امن الوطن واستقراره ويمس قيادتهم.
في وطني الاردن أعلنها سيد البلاد ورأس السلطات الثلاث وحادي الركب جلالة الملك عبدالله الثاني الحسين يحفظه الله باكثر من محفل وفي أكثر من مكان أن اي امر هام لا يمكن إخفاؤه على المواطنين وكل مواطن له الحق في النقد بل كان يشجع صاحب الجلالة دوما على طرح الرأي بحرية وشجاعة طالما أن الدافع وطني ونعمل ضمن منظومة أخلاق أردنية تنتقد لكن باحترام وتؤشر على مواطن الخلل بهدوء ، في بلد كالاردن سقف حريتنا مرتفع وسقف كرامتنا كذلك مرتفع لذا لن نضيق متسع ، أما أن يتحول هذا الاتساع من حرية الرأي إلى نفخ بالكير وإشعال للفتن من أجل اجندات خاصة أو رعونه او ضيق أفق حينئذ كل الأردنيين يرفعون شعار هيبة الدولة من هيبتنا وعندما نخاطب نخاطب سيد البلاد نخاطب الرأس وفي الرأس العقل والتفكير لنحافظ على الوطن لان الوطن الام والوطن الاب الوطن هو الشرف والكرامة والملاذ الآمن مهما اشتد عليه الخطب ومهما كان الظرف.