أنت لست هي ولن تكوني..
لربما أحبتني كثيراً.. ولربما كنت لي عالما مختلفا لكنك لست هي ولن تكوني..
لربما كنت لي شيئاً أكثر من الحب واعمق من الصداقة لا يحدث كثيراً بحياة الإنسان لكنك لست هي..
لربما.. جمعنا بوح واحد وأوجاع ممن احببناهم وكنا لهم مرفأ آمان وحلمنا معاً بأيام اقل ألماً وخدلاناً لكنك لست هي..
نحن حقاً لا نعلم كيف يمكن لإنسان ما أن يستوطن القلب فيغدو نبضاته ولهفة العمر ومسكن النفس.
نحن لا ندرك حقاً كيف يمكن لإنسان ما أن يختلف عن كل من حولنا فتصبح حروف اسمه مدارنا.. ووجوده بوصلة أيامنا فلا نقوى على أن نغادره ويتملكنا الخوف من أن يرحل عنا فلا نعلم بعده كيف يمكن لنا أن نحيا كأشباه إنسان..
قد نرفض هذا الاجتياح للآخر لنا لأننا نعلم أن الحب الكثير لا يأخذنا إلا لمساحات من الضعف نحياها بيننا وبين ذاتنا قبل من نحب ولا نحلم أن نكون بها ولا نريدها، ولكننا رغم كل قناعاتنا ننهزم أمامهم..
أنت لست هي.. ولن تكوني! ليس لأني لا أريد ذلك بل لأني أضعف بكثير من أن أرى سعادتي التي هي ليست سوى لحظات دونها..
في كل مرة كانت تمضي بها وتترك مقعدها فارغاً تكونين أنت ليس كبديل بل كنبضة آخرى من نبضات القلب يمنحنا الشعور بالطمأنينة وسكينة الروح..
ولكنك لست هي..
كم تمنيت بلحظات ما أن تكوني أنت هي.. فأنت وحدك من يدرك وجعي.
أنت فقط من كنت معه وبه أبوح كغيمة سماء لا يتملكني خوف من بوحي ولا ترحل عني قناعات بانك لا تخذليني..
كم تمنيت أن تكوني هي بزمن آخر ومكان آخر لأتعرف على نفسي للمرة الأولى ولأكتشف كيف يمكن أن يمر بنا الحب دون أن يغيرنا ويسرق منا أيامنا ونصبح من نحب دون أن نعي ذلك..
كمً تمنيت أن تكوني أنت هي.. لأني أحتاج لمن يفهمني قبل أن يحبني.
أحتاج لمن يكون في أيامي بلسماً لا وجعاً فقد أرهقتني تلك المشاعر التي لا يمكنني أن أبتعد عنها وأريدها أن تبقى دون أن تحزنني..
أنت لست هي.. ولن تكوني.. لأني أنا لا أرى سواها وتلك هي قصتي..
(الرأي)