الأمن والاستقرار نعمة عظمى ومظهر حضاري وظاهرة صحية وهي تاج تتغنى بها الدول التي تحظى بها وتعيش في ظلها وتتمكن من ممارسة نشاطاتها وتنفيذ خططها وبرامجها في أجواء آمنة تعزز الإنتاج وترقى بمواطنيها إلى الرفاهية والسكينة والعيش الكريم.
وهذه النعمة أمنية لكل متمن وهدف لكل مستهدف وغاية لكل ناشد للراحة والاستقرار والعزم والبصيرة ولا يشعر بجزالة هذه النعمة وفضلها الا من فقدها وتاه في الفوضى والخراب والضجيج وسوء المنقلب.
ولعل من أبرز تفرعات نعمة الأمن والأمان هو الأمن المادي الذي يضمن سلامة المنشآت والمؤسسات وديمومة العمل فيها باستقامة ونجاح والامن الإنساني الذي يضمن الحفاظ على الأرواح وعدم التعرض للاذى ويتوج ذلك الأمن النفسي الذي يضمن راحة البال وهدوء النفس وتحقيق السعادة بمفهومها الواسع ويتيح التحرك عبر الوطن بسلاسة وطمأنينه وعدم التعرض للاعتداء على النفس والأموال والممتلكات.
ان تحقيق نعمة الأمن الاستقرار ليس وليد المصادفة وإنما يأتى بجهود أبناء الوطن ومؤسساته ونخبه الحاكمة وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية وهذا يأتي من صدق نقية النخب الحاكمة في خلق البيئة الآمنة من خلال المصداقية والشفافية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين افراده واحقاق الحق وابطال الباطل ومعالجة التغيرات التي يمكن أن تقدح بامن الوطن والتسامي عن صغائر الأمور وتفقد احتياجات الناس وتحسين الخدمات وتسهيلها وعدم أثقال ظهورهم وكواهلهم بالضرائب والرسوم والجباية وفض المنازعات من خلال القوانين بعدالة لا تحابي أحدا ومعالجة جميع الظواهر السلبية في المجتمع.
ان كل شعوب الأرض تنشد الأمن والاستقرار وهيهات ان يتحقق ذلك الا بإرادة صادقة وحزم في انفاذ القانون على القوي قبل الضعيف والبعد عن افتعال الازمات والتغافل عن صغائر الأمور وتجاوزها ومعاملة الناس بالحكمة والعقل والتسامح والعفو.
الامن استراجية وطنية عظمى وغاية سامية تقودها مؤسسات الدولة بصدق وتفان ونية سليمة صافية تلبي طموحات المواطنين وتعزز فيهم روح الانتماء والولاء.