كلنا نؤمن بالحقيقة القائلة: انه اذا تجاوز الامر عن حده انقلب الى ضده، والحقيقة القائلة: من تجاوز معاني العزة، لا بد وان تنقلب لإثم.
فالمصلحون ورجال التغيير والرافضون للظلم والفساد وعدم المساواة، لا تكون تعابيرهم في غير ما انطلقوا لاجلها، والجد لكبحها والوقوف بوجهها. فكلنا مع الإصلاح، وكلنا في هذا الوطن متفقون على حتميته خاصة بعد أن تكشفت الحقائق، ووجدنا أنفسنا أمام مؤامرة تلو الأخرى، وان محيطنا لا يفكر كما نفكر، ولا يتعامل كما نتعامل ولا نواياه وفكره كما نحن، نجوع ولا نقول لاحد من أهلنا واشقاءنا لا، ولا نوصد بابنا او نبخل عليه بروحنا والتاريخ شاهد علينا ولنا.
لا يحق لاحد ان يزرع روح الفتنة في هذا البلد ويتجاوز حدود القناعة الوطنية والعطفة الأردنية التي لم تكن يوما همجية بل رغبة بالتلاحم والتآخي والوقوف معا، كتلة واحدة يصعب اختراقها، لا يحق لاحد استغلال الواقع المر والصعب الذي يمر به الأردنيون ليستغل معاناتهم، وينصب نفسه مصلحا منتظرا، ورسولا قد خلت من قبله الرسل، يشرع وينتقد ويصرح بسيف البطولة متوشحا بسلاح التهديد.
من السهل على الأردنيين من شتى اصولهم ومنابتهم ان يلتقوا ويعبروا ليسمعوا صوتهم. فالمعاناة زادت والالم يشتد، والصبر يتبدد، والمستغلين الطامعين من حولنا كثر، ولكن لا بد وأن يكون اطار اللقاء هو الوطن والنظام العام الذي نحن جميعا أعضاء فيه فهل المقصود الإساءة للوطن وللنفس؟؟
الاخوة العجارمة عشيرة كريمة مثل عشائر الوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه. منها الشهداء والابطال على اسوار القدس وفي الجولان وفي بقاع الوطن العربي اجمع . والعقلاء منهم الأغلبية شأنهم شأن أي عشيرة في الوطن مقدمتها وهدفها واستراتيجيتها الدائمة هي الوطن وأمنه واستقراره. وهم أنفسهم لا يرضون ولا يقبلون هذه التطورات.
لا يحق لاحد ان يعبث بأمن واستقرار الوطن في ظرف دقيق يواجهه الأردن، ونحن ما زلنا نكابد ما تفاجأنا به جميعا شعبا وملكا وحكومة بالتآمر علينا والطمع فينا، وهذا السيل الكبير من التربص والانتظار والتصيد لاي موقف للبدء بالاساءة والتشويه.
هذه تجربة لأبناء عشائرنا الابية، فهناك من يتطلع للعشائر كوسيلة لتحقيق المآرب السياسية التي فشل فيها مرات ومرات مستغلا أحوال الشباب، والم الإباء والامهات، فلا يجب ان تكون العشيرة - التي حافظت على الوطن طيلة عمر الدولة وقبلها - هي العامل الذي يتربصه أعداء الوطن لهدم ما بناه آباؤنا وأجدادنا على مر هذه العقود الطويلة.
لنترك القانون يتعامل مع الامر في كل شيء ودعونا نؤكد مدنية العشائر في احترامها ومناداتها بتطبيق القانون. والمنادات بالحقوق ومواجهة التحديات في الداخل من خلال الأطر القانونية الدستورية وبروح العقل.