المراكز الفكرية .. وصناعة القرار الأميركي
د.حسن عبد الله العايد
27-05-2010 04:02 AM
يعتمد صناع القرار في السياسة الخارجية الامريكية على مراكز الفكر ( Think – Tanks ) في رسم سياساتهم الخارجية وصنع القرارات الحاسمة، حيث تقوم هذه المراكز بتزويدهم بالبحوث والدراسات في شتى مجالات السياسة الخارجية وهذه المراكز توجد بثلاثة اشكال مختلفة وهي ؛ الصنف الاول: ويطلق عليه جامعات بلا طلاب أي مؤسسات بحث اكاديمية متخصصة في الموضوعات السياسية وهي تقدم الحلول العلمية للمشكلات السياسية ومن ابرزها مجلس العلاقات الخارجية الذي يصدر مجلة شؤون خارجية.اما الصنف الثاني فهي مراكز الضغط السياسي وتقوم باستخدام الدراسات والبحوث من اجل التأثير على صناع القرار وقد تنامى كثيرا هذا النوع من المراكز وأصبح يستقطب شخصيات معروفة امثال زبيغنو بريجنسكي وهنري كيسنجر وهارولد بروان ومن ابرز هذه المراكز مؤسسة التراث ومركز الدراسات الاسترتيجية الدولية. والصنف الاخير منها هو مؤسسات الضغط السياسي الفكرية المختصة بالشرق الأوسط وهي معنية في الدفاع عن المصالح الإسرائيلية، ومن ابرزها معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى والمعهد اليهودي لشؤون الامن القومي. وتحصل أهم عشرة مراكز على تمويل ضخم جدا قد يصل إلى 500 مليون دولار سنويا.
وقد بلغ عدد المراكز ما يقارب 1200 مركز ومؤسسة اغلبها في الولايات المتحدة و هي تفرض ذاتها وآراءها على الادارة الامريكية من خلال تقديم الأفكار والرأي لصناع القرار وتعمل على التأثير عليهم و من خلال تعيين خبراء من منتسبيها في الادارة التنفيذية امثال ؛ سيروس فانس وزير خارجية بعهد كارتر و اندرو يانغ سفير وزبيغنو بريجنسكي مساعد الرئيس لشؤون الامن القومي السابق، وبلغ عدد الخبراء العاملين في عهد الرئيس كارتر اكثر من 55 خبيرا وفي عهد الرئيس ريغان 200 خبيرا أما بوش الابن فقد اعتمد على افكار المحافظين الجدد كليا وهم المتطرفون في ارائهم والداعون لاستخدام العنف وسفك الدماء وهم الذين اوجدو الكراهية لامريكا على مستوى العالم. أما الرئيس اوباما فهو ميال الى توسيع قاعدة مستشاريه والمفكرين الذين يعتمد عليهم وخصوصا جوزف ناي الذي يستهدي بافكاره» القوة الناعمة « بغرض تغيير صورة أمريكا.
ولكن يبرز السؤال التالي: كيف تؤثر هذه المراكز والمؤسسات في صناعة القرارات السياسية الخارجية؟ والجواب ياتي عبر اجابة روبرت كرين مسشار الرئيس نيكسون اذ يقول « تلعب هذه المراكز دورا مهما في الانتخابات الرئسية وانتخابات مجلسي الشيوخ و النواب، اذ لا يستطيع مرشح رئاسة الفوز دون مساعدة هذه المراكز «.كما تعمل على دعم المرشحين في الانتخابات وكذلك تدعم تولي التعيين في الوظائف العليا. كما تقوم بنشر دراسات وابحاث حول قضايا مطروحة بقصد التأثير على صناع الساسة الخارجية، وكذلك تعمد الى دعوة صناع القرار الى تقديم محاضرات وحضور مؤتمرات كوسيلة للتاثير في مجريات السياسة الخارجية والداخلية على حد سواء. وتسهم في صناعة الراي العام وتشكيله من خلال تحليل الاحداث السياسية حسب وجهة نظرها لنشر أفكارها ونشر الأبحاث والمقالات في الصحف و وسائل الإعلام.
hasanayed@yahoo.com
(الرأي)