«في الخامس من حزيران» هل نَحْنُ نحن؟!
حيدر محمود
06-06-2021 01:33 AM
لم تُوقظِ العَرَبَ الكرامَ دماؤنا
ودموعُنا لم توقظِ «الأَعرابا»!
فَلِمَنْ إذَنْ نَشْكو؟! ومَنْ نَشْكو له
نشكو عليهِ... ولا يَرُدُّ جوابا!
وبَمِنْ، وَمِمَّنْ نستجيرُ؟! ولا نَرى
إلاَّ دُجىً، خَلْفَ الدُّجى، وضَبابا
لا ريحَ تُنْذِرُ بالهُبوبِ.. ولا ضُحىً
يأتي.. وَيَبْرُ الوَهْمِ كانَ تُرابا!
لا شَيْءَ يَعْني أيَّ شيءٍ.. والذي
قالوهُ.. كانَ كقائِليه.. سَرَابا!
هذا هو «الزَّمَنُ الَّرديءُ»، وكُلُّهُمْ
مُتَشابِهونَ: رَداءةً، وخرابا!
أمّا العِدا فَهُمُ العِدا.. لكنَّ مِنْ
«أصْحابِها» هذا الدَّمُ المُنْسابا!!
مِنْهُمْ.. وهذا الجُرحُ من سكّينِهِمْ
وبِها.. فلا كانوا لها أَصحابا!
ما عندنا عُذْرٌ سوى أَنْ نَدّعي
أنَّ المحبّة.. تقتلُ الأحبابا
هل نحنُ نحنُ؟! أم الليالي صَيَّرَتْ
حبَّاتِ أعْينُنا حصىً، وتُرابا!
لو أَنَّنا كُنَّا نَرى بقلوبِنا
لَتَفتَّحَتْ آفاقُنا أبوابا
وَبَدا لنا – مِنْ قبلِ أنْ يأتي الذي
يأتي – وهَيَّأْنا لَهُ الأَسبابا
فالدَّرْبُ أَقْصَرُ ما يكونُ لسالكٍ
نَشَرَ الفُؤادَ على الشِّعابِ شهابا
وتَطول.. كم ستَطولُ.. إنْ لم يَحْتَمِلْ
وَجَعَ الخُطى.. والجُوعَ.. والأَوصابا!
يا أَيُّها الزَّمنُ الغريبُ زمانُهُ
ومكانُهُ.. يكفي أسىً، وعذابا!!
الرأي