الوطن هو الأرض والسكان والسلطة والسيادة بمعنى انه الدولة باركانها المتعارف عليها في القانون الدولي وفي دساتير الدول التي تحدد شكلها ونظام الحكم فيها وسلطاتها الدستورية وكيفية سياستها وتطبيق القانون فيها وهي الإطار الشرعي الذي يحكم علاقاتها وروابطها ومسيرتها الداخلية والخارجيه.
ومصطلح الوطن عندما يستخدم بديلا لمصطلح الدولة إنما يعني مزيدا من الالتصاق بالأرض والأهل والسلطة التي تحكمه وهو أقرب إلى العاطفة والانتماء والحب والتضحية والاخلاص له والوفاء بالتزاماته واحترام هيبته والدفاع عنه والتمسك به في السراء والضراء وقد جعل لكل دولة علم يمثل رمزيتها وقدسيتها وذات دلالات مستمدة من تاريخها وجغرافيتها.
وقد افضت التجارب الدولية إلى قوانين وتشريعات وقرارات تحفظ هيبة الوطن وتنظم العلاقات بين الدولة والمواطنين وبين المواطنين أنفسهم بما يحفظ مقام الوطن وتلافي كل مس بامنه وسلامته داخليا وخارجيا وبما يحقق العدالة والمساواة بين أبنائه وتوزيع والواجبات والمسؤوليات تجاهه ويحفظ حقوق افراده ومستقبلهم.
ومن هنا فإن هيبة الوطن وحسن الانتماء اليه والذود عنه واجب على كل مواطن بعيدا عن الهوية الفردية والقبلية والعرقية والطائفية وان هم الوطن اكبر من الانتماء للعشيرة او غيرها.
فالعشائر التي نجل ونحترم وجودها والانتماء إليها إنما هي حلقة من صلات القربى والمصاهرة المبنىية على التعاطف والتراحم والتزاور والعون والمساعدة في النائبات والأمراض والموت.... الخ ولكنها ليست بديلا للانتماء للوطن والاستقواء بها على هيبة الوطن ومقامه وسلطته ولكن ومن المؤسف حقا ان تستخدم العشيرة في غير اطارها الشرعي لتكون سلاحا في وجه الوطن وملجأ لمن يركب هذه الموجة ولا يحترم مؤسسات الدولة وقوانينها متذرعا بقوة عشيرته.
ومن المؤسف حقا ان تكون سلطات الدولة هي التي تكرس العشائرية والجهوية والطائفية والعرقية من خلال قوانين الانتخابات التي تعطي حصصا لمن اسلفنا وتوزع المناصب القيادية ومقاعد الوزراء واعضاء مجلس الاعيان على هذه الطريقة مما يتسبب في ارباك المشهد العام ويؤسس للعشائرية وغيرها لتكون نمطا بديلا للوطن.
وبهذا يفقد الوطن هيبته وتعاني فيه السلطة من تطبيق القانون على الجميع بما يحفظ الحقوق والواجبات واذا أردنا وطنا قويا واردنا سيادة جليلة فينبغي إنهاء هذه المظاهر من خلال التخلي عن التوزيعات العشائرية في التوزير والقيادات العليا وفي توزيع المقاعد النيابه ومجالس الاعيان والمقاعد الجامعية وغيرها.حتى يكون الوطن وحدة واحدة ومظلة للجميع.