في ذكرى وفاة المنقذ الاعظم
أمل محي الدين الكردي
05-06-2021 12:49 PM
كانت لجلالة الملك حسين بن علي طيب الله ثراه منزلة عالية في البلاد العربية لم تكن لملك آخر هذه المنزلة في حينه وله في النفوس احترام ليس لآي ملك عربي كانت، فهو أبا الملوك وزعيم نهضتهم وممثل استقلالهم ، وعلم أمانيهم ومعقد رجائهم وآمالهم فهذه الصفات في رجل يصح أن يحسب مشاعاً بينهم .ولقد عرف في نفسه هذه الصفة فقال ،في معظم كتاباته ،أنه لا يملك من الأمر الا ما يملكون ، ولا يتكلم إلا برأيهم .
الذكرى التسعون لوفاة الشريف حسين بن علي المنقذ الأعظم للعرب وقائد اول ثورة عربية في مطلع القرن العشرين ، في مثل هذا اليوم انطوت انصع صفحة من صفحات النهضة العربية فقد كان المغفور له الملك حسين طيب الله ثراه قطب هذه النهضة وهو الذي أهاب بالعرب أن يثوروا ويخلعوا عنهم نير الاتراك منذ بدء هؤلاء يدعون الى الجامعة الطورانية ويديرون للعرب ظهر المجن .
في 3 حزيران عام 1931م اعلنت صرخة وفاة المنقذ الاعظم الذي بقي صداها عبر الاجيال مدوياً على سليل رسول الله وكانت المأساة القومية التي يتذكرها الاجيال جيل بعد جيل .كان المغفور له اول من نفخ روح النهضة الاستقلالية في ذهنية العرب قاطبة وأول من حمل بندقيته واطلق الرصاصة الاؤلى التي حمل أزيرها الى العالم العربي نشيد الحرية والاستقلال ذلك النشيد او البداية التي روى الاجيال جسامة التضحية وعظم البطولة الجبارة التي نادى بها جلالته لأعلاء كلمة العرب ولتحطيم اغلال الذل والاستعباد بل ان التاريخ سيذكر بأن المغفور له قد ضحى بعرشه وفي سبيل القومية العربية وفي سبيل فلسطين وانه جاهد حتى النفس الاخير للحيلولة دون تجزئة البلاد العربية ولكن القوة الغاشمة والسياسة النكراء حالت بطرق الخداع والمكر دون تلك الأمنية المقدسة .
ان الاساس والبناء القوي الذي وضعه جلالة المغفور له في أسس النهضة العربية ستبقى دستور العرب الخالد وستبقى تحمل معاني التضحية في سبيل الحرية العربية .وسيذكر التاريخ دوماً ان جلالة الملك الراحل قد دخل الحرب العظمى الى جانب الحلفاء لأنقاذ البلاد العربية من نير الحكم التركي بعد ان عقد مع السير مكماهون بالنيابةعن الحلفاء معاهدة 1915م قطعت له عهوداً باستقلال البلاد العربية وجمعها تحت ظل الحلف العربي وبعد ان انتهت الحرب نكث الحلفاء بعهودهم وثمحلوا بالفاظ واهية لتبرير اخلالهم بالعهود وليس لديهم حجة مقنعة سوى قوة السيف والمدفع .
وفي عام 1923م اجتمع وجوه الحجاز ونادوا بجلالته ملكاً على العرب واول الدول التي اعترفت بجلالته مخاطبة ملك العرب دولة السوفيات واخر من اعترف به بجلالته الحكومة البريطانية مخاطبة له بصاحب الجلالة الهاشمية وفي عام 1924م زار عمان وكان يدير مفاوضاته مع الانكليز بواسطة ناجي الاصيل بشأن فلسطين وقد اخفقت تلك المعاهدة لشدة اخلاصه وتمسكه بأهداب الحق واجتمع يؤمئذ في عمان وفود العالم العربي ونودي به خليفة للمسلمين .
وفي عام 1924م احتلت الجيوش الوهابية الطائف وتنازل جلالته عن المُلك لأبنه علي وذهب الى العقبة وفي عام 1925م احتلت الجيوش الوهابية جدة ومكة المكرمة
هذا بعض من تاريخ جلالة المغفور له بإذن الله .ويذكر بأن جلالته كان دائماً يردد بيت من الشعر : خطى كتبت علينا ومن – كتبت عليه خطى مشاها
ولم يكن المغفور له ليكثرت او يأبه بشؤون نفسه ولا يحفل برفاهيتها بل كان يرغب بالعيش لأمته المنكوبة .وفي الحق يقال لولا الحسين ما كان لهذه الأمة التي الفت الذل واستكانت الاستعباد ان تفكر في اعادة مجدها ورد سلطانها تفكيراً عملياً قائماً على بذل النفوس والارواح . أجل مات الحسين في سبيل الوحدة العربية ووضع في مقره الاخير بجوار المسجد الاقصى بين الحسرات والتنهيد ولكنت بقيت ذاكرته باقية في نفوس العرب وتاريخهم فجلالة المغفور له باذن الله سيبقى اسماً خالداً في تاريخ العرب في إحياء مجدها واستقلالها وصفحة من اطهر الصفحات عبر تاريخنا المجيد .
في ذمة الله فقيد العرب .