facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




وتتجدد الآمال برحيل نتنياهو المرتقب لكن بحذر


خالد دلال
05-06-2021 12:10 AM

لعل من أسعد لحظات البشرية، ومنها نحن في الشرق الأوسط، رحيل الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب نهاية العام الماضي، لتنطوي معه صفقة القرن، التي أقل ما يقال فيها، ومن باب اللباقة الدبلوماسية لا أكثر، أنها ساذجة الرؤية والصياغة والتنفيذ.

ولا يقل الأمر أهمية إن قلنا أنه، وبرحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أيام عن السلطة، شريطة نجاح خصومه فعلا بتشكيل حكومة ائتلافية وعدم التعثر في ذلك، فقد أضحت الفرحة، وكما يقال شعبيا، فرحتين.

فقد انزاح بالفعل هم ثقيل عن قلوب الملايين برحيل هذين الرجلين، وذلك أنهما كانا ببساطة حجر عثرة في وجه كل جهد صادق نحو السلام، حتى أن شعبيهما نفسهما ضاقا ذرعا بسياساتهما.

هذا من باب العموم. أما من باب ما يعني رحيل نتنياهو عن السلطة لنا في المنطقة، فإنه وبشكل مباشر تعزيز للحظوظ، ولو بحذر، لترتيب مسرح الأحداث لفرصة حقيقية لتحقيق السلام استنادا إلى حل الدولتين، والذي يحظى بقبول ودعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وعواصم الاتحاد الأوروبي والدول الكبرى في العالم مثل روسيا والصين وغيرها، والذي قد نجد له الآن شركاء للتعامل معهم في إسرائيل، ولكن بتوقعات يشوبها عدم اليقين.

فلا يخفى على أحد أن نجاح يائير لبيد، زعيم حزب “هناك مستقبل”، في إقامة تحالف مع زعيم حزب “يمينا”، نفتالي بينيت، لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل على أنقاض حكومة نتنياهو يعني تجدد الآمال بتحقيق السلام، الذي يؤمن به لبيد، هذا مع التحفظات على نهج حلفائه، خصوصا أن البعض يرى في اليميني المتطرف بينيت، والذي من المرشح أن يتولى رئاسة الوزراء لسنتين، بموجب اتفاق للتناوب، قبل أن يكمل الليبرالي العلماني لبيد باقي المدة، أكثر تشددا من نتنياهو في التعايش مع حل الدولتين، لا سيما أنه من المؤيدين بشراسة للاستيطان. لكن إذا أخذنا بعين الاعتبار دعم القائمة العربية في إسرائيل لجهود لبيد، الذي قد يتولى حقيبة الخارجية عند تشكيل الحكومة الإسرائيلية، فهذا يعني تعزيز التوقعات بديناميكية أكبر لتحقيق السلام وفق حل الدولتين، بضغط ورعاية أميركية أوروبية على وجه الخصوص.

صحيح أن نتنياهو سيستمر في التحريض ضد جهود لبيد وبينيت، لكن إذا نجح الثنائي في تشكيل الحكومة، فعلى المجتمع الدولي، وعلى وجه السرعة، فتح قنوات الاتصال والتحرك مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة لترتيب مسار الأحداث لانطلاقة جادة لمفاوضات السلام، والتي يجب أن تحظى هذه المرة بدعم دولي حقيقي، مع وجود رئيس أميركي مؤمن بحل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية.

لكن هذا يقتضي، بين أمور أخرى عديدة، ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وعدم الظهور للعالم مجددا بخلافات بين السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل، وفي مقدمتها حماس.

كما يقتضي موقفا عربيا موحدا يدعم المفاوض الفلسطيني، ولعل الأردن ومصر هما الأنسب لترتيب هذا الأمر، بوجود دبلوماسية قوية في الجانبين.

يخطئ من يعتقد أن بقاء الوضع على ما هو عليه من جمود يخدم أحدا، فالسلام العادل والشامل في نهاية المطاف مطلب إنساني وأخلاقي تجاه الأجيال القادمة. وقد جاءت التطورات الدولية، من رحيل ترامب، والإقليمية، من مغادرة نتنياهو المرتقبة لسدة الحكم في إسرائيل، لتنعش الآمال بذلك، ولو بتوجس من مواقف بينيت ولبيد.

علينا ألا نضيع الفرصة، التي قد تكون الأخيرة في رواية الحرب والسلام، والتي لن يكتبها هذه المرة الكاتب الروسي الكبير، ليو تولستوي، بل نحن، شعوب هذه المنطقة. فهل يتحقق السلام؟

(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :