الرأي تستقبل دولة الرئيس .. الوعد والكلمة
د. كميل موسى فرام
04-06-2021 12:14 AM
تمثل زيارة رئيس الوزراء بشر الخصاونة لصحيفة الرأي مهنئا بعيد ميلادها الذهبي، منجزاً آخرَ من المنجزات الحكومية ذات الأبعاد الإيجابية التي رصفت نفق الإطمئنان لإعلامنا المقروء، فكلماته التي نطق فيها داعما للرأي بمسيرتها ومنئاً بإنجازاتها، هي وقود الأمل لإكمال الرسالة التي بدأت منذ ولادتها قبل خمسين عاما، وهي استكمال عائلي لوالده معالي الدكتور هاني الخصاونة الذي شغل وزير الإعلام، مسؤولاً وراعيا لوسائله، قصة وجود وإثبات يتقدم مسيرتها وركبها صحيفة الرأي بتاريخا الوطني، فزيارته كانت العلاج الشافي للقلق الذي ينتاب أبناءها والعامين فيها بحاضر رمادي فرضته الظروف والأحداث، لأنها المساهم والشاهد والبرهان والموثق لتطور الدولة الأردنية بنصف مئويتها الثاني، وأقول مكرراً بسعادة تغمرني لدقة توقيت الزيارة، التي حسمت الهواجس لمستقبل يعصف بالناقل الوطني الأول للكلمة المكتوبة التي توثق الحاضر للمستقبل، فهنيا لها بحرص أبنائها الذين اختاروا البقاء بحاضنتها بظروفها الصعبة، لأنها الأم التي أرضعتهم الوفاء والصدق والإخلاص.
الرأي هي جريدة الوطن وأبناء الوطن، وليست حصرية لفئة امتهنت وتوظفت بأروقتها أو بعقود متخصصة، فهي الحاضنة للكفاءات أيا كان موقعها، وقد رصفت خطاها الوطنية بحماية الكلمة والموقف، وتبنت عبر صفحاتها الأسطر والكلمات التي تؤطر لمستقبل واعد بجهود متكاملة، فهي مصدر ثقة للخبر الذي ينشر عبر صفحاتها، الذي يؤخذ من مصدره ويمحص بكلماته بما يعكس الحرص على المسيرة، فلم تتبنَ مواقف ذات أبعاد خلافية أو شخصية، ولم تنحز على حساب المبادئ التي تأسست عليها، فكانت الجندي الإعلامي الحاضر الذي يحارب بالكلمة في الصفوف الأولى، ولم يتغير بالمبادئ وخط النهج ضمن مسافات الزمن بعد الانتشار الواسع لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي التي حصرت همومها بأنانية على حساب الحقيقة أحياناً.
الرأي، أيقونة الصحافة الورقية، تنشر السعادة وتوثق كلماتها على جدارية التاريخ، حيث أن مراجعة إعلامية لمفاصل السلطة الرابعة، وتحليل لبياناتها ضمن معطيات الواقع ومدخلاته، قد خلصت بنتيجة بأن التحول للفضاء الإلكتروني والرقمي بهدف نحر المساق الورقي، لن تؤدي الغرض المطلوب بتوثيق التاريخ الوطني والبناء، ولن تمارس دورها الدفاعي، باحتضانها لعمالقة الفكر والكتابة والخبرة الذين يجسدون رؤية مستقبلية بشعور الغيرة والفائدة، فأبناء الرأي المخلصون، في كل زاوية وبيت ومؤسسة أردنية، وزيارة دولة الرئيس اليوم وكلماته قد أعطت دفعة أمل جديدة متجددة، وانطلاقة تحمل رياح الطمأنينة للعاملين بها بعد سنوات من القلق والأرق على المستقبل.
الرأي: إنني أجدد العهد، بأن أكون الإبن المخلص لك، والجندي المدافع عنك لأنك للوطن وناسه، فشمعة الخمسين من العمر تعطيك لونا جديدا بعيدك الذهبي؛ فالسنوات بعمر المؤسسات الزاهرة كـالرأي، تختلف عنها بعمر الأشخاص ككاتب هذه السطور، ففي الأولى زيادة تألق وانتاج وعطاء وتميز ونضوج، بينما في الثانية صرف سنة أخرى من رصيد العمر المتناقص وجحافل شيب تغزو الرأس نتيجة العمل والجهد، ولكن الوعد للرأي أننا الأوفياء على العهد، لن نخذلك، وسعداء ببدء سنة جديدة معك من سنوات العطاء، فالقادم لك ولنا وللوطن هو الأجمل والأحلى وسنكمل ما بدأنا، فالعقد بيننا لا تنهيه الأيام والظروف والأشخاص، ونأمل بترجمة كلمات دولة الرئيس بتحسن ظروفك ليوم غد أفضل، فالتحديات تتطلب الاستعداد، والنجاح شعلة لترجمة الأحلام، وللحديث بقية.
(الرأي)