هل نحن مواطنو عشائر ام مواطنو دولة؟؟

نعم نعتز باننا ابناء عشائر انبتت من بطونها رجالات صدقوا الوعد وافوا العهد وسيبقوا على الدرب ماضون اشداء على الاعداء رحماء فيما بينهم ولا تأخذهم بالحق لومة لائم .

وهكذا قيادتنا ايضا تولدت من عشيرة جدها رسولنا الاعظم سيدنا محمد عليه السلام من سليلة آل عون الاشراف .

لكن بما ان العالم من حولنا تغير الى حد من التطور الذي اوصل ببعض الدول والشعوب الى غزو الفضاء سبيلهم الى ذلك العلم والايمان بحقيقة دورهم في بناء الانسانية والحياة الافضل لتلك الشعوب وفي اطار جامع لكل قواسم عيشهم المشترك الذي يرتكز على احترامهم للقوانين والانظمة التي تنظم حياتهم والتي يقف الجميع من افرادها باحترام لانفسهم امام سيادة تلك القوانين ودساتير امتهم ودولهم ليكونوا بعرف الانسانية وكما نسميهم نحن شعوب متحضرة ونحن من يتغنى بحضارتها ومدنيتها وقد يصل بنا الفخر ان البعض منا قد منح الفرصة ان يكون ممن عاشوا في ظلها او حملوا الجنسية من تلك الدول او هوية شعوبها ترى الا يمكننا نحن في الاردن ان نكون كذلك ؟

ترى هل نحن في الاردن دولة عشائرية ام مدنية؟

هل نحن مواطنين للعشيرة ام مواطنين دولة؟

اعتقد ان الجواب باننا ابناء عشائر ومواطني دولة وهذا مايجب ان نفخر به ان الاصل فينا نابت على العزة والشرف والشهامة والكرامة فتلك قوام عشائرنا كما اننا ابناء دولة مدنية تملي علينا منابتنا الانتماء للوطن والمواطنة الصالحة والوفاء بواجباتنا والقيام بمسؤولياتنا لينهض الوطن باصالة منابتنا وحضارة ثقافتنا ومدنية سلوكنا المبني على حب الوطن واحترام قوانينه ودساتيره ونهجه لاننا كنا على مر الزمن شركاء معا في صياغتها بما يخدم مصالحنا ويتوائم مع مسيرتنا وينسجم مع واقعنا ورقي ثقافتنا وعراقة تاريخنا

نحن الاردنيون ليس منا عاق للوطن وليس منا جاحد على النعم ولا مهزوم وقت المحن .

نحن الاردنيون امة وقياده نفخر بمنابتنا وعشائريتنا الاصيلة التي ماكانت الا منطلقا اجتماعيا مدنيا لبناء الدولة الاردنية المعاصره والحضارية التي لا يسود فيها الا القانون ولا سيادة تعلو فوق الوطن ليبقى الاردن دولة المؤسسات التطورة والقادرة على الالحاق بركب التقدم العالمي نحو الانجاز والبناء والتحديث

هذا هو الاردن المدني بمدنية اهله ورقيهم الثقافي والفكري وسموهم الاخلاقي وعلمهم المنتج المبدع الذي يضيف للحياة صبغة من الانسانية الرفيعة

الاردن دولة القانون والمؤسسات وثروتنا فيه "الانسان والانجاز "