الملك فـي معان .. بوابة التأسيس
أحمد الحوراني
03-06-2021 12:00 AM
في غمرة الاحتفالات بمئوية الدولة، وفي أول زيارة ميدانية في الشكل المعهود الذي اختطه نهجًا لحكمه السديد، بعد الإجراءات القسرية التي فرضتها جائحة كورونا، اختار جلالة الملك عبدالله الثاني محافظة معان فقام بزيارتها يوم أمس والتقى نخبة من خيرة رجالاتها الذين استهل حفظه الله حديثه بإكبار دورهم في تلك المحافظة العزيزة التي لعبت دورًا مهمًا في تأسيس وبناء المملكة قبل قرن من الزمن، ليؤكد جلالته في مضامين رسالته التي انطوت عليها الزيارة أنّ جهود الأوائل كانت وستبقى محل تقدير واعتزاز عبر الأجيال المتتالية من بنات وأبناء الوطن، وفي هذا الاستهلال المبارك في حديثه يعيد جلالته التذكير بل التأكيد على ما قاله فور تسلمه سلطاته الدستورية «أما وقد أكرمني الله سبحانه وتعالى بشرف المسؤولية الأولى في الأردن العزيز فإنني أعاهد الجميع على مواصلة المسيرة بكل ما أوتيت من قوة وعزم ومعرفة لتحقيق الأهداف والطموحات النبيلة التي عملتم وكافحتم مع الحسين لتحقيقها».
زيارة ملكية مباركة في أهدافها ودلالاتها التي بثّها الملك من المحافظة الشاهدة على بدايات تكوين الدولة وتأسيسها، فالمملكة التي قامت بروح تشاركية وهمة توافقية بين الملك المؤسس وأبناء شعبه هي تلك التي أوضح جلالته في أحاديث سابقة له والتي يريدها أن تكون ذات الروح التي يستكمل فيها الأردنيون تعزيز بناء مملكتهم وتعظيم مكتسباتها عبر إعادة استثمار ما تحقق رغم التحديات التي لا تخفى على الجميع في مراحل زمنية متباينة كان قدر الأردن بصبر قيادته وإيمان شعبه أن يخرج منها أكثر قوة وعزمًا على المضاء في التحديث ومراكمة البناء.
يختار الملك معان، ويعاود التذكير بلسان المطمئن الواثق أن المستقبل للوطن وأبنائه بخير، وأن المرحلة بظروفها ومعطياتها ومتطلباتها، تستدعي من الجميع التلاحم والانسجام في مسيرة موحدة تحشد وتتضافر فيها جميع الجهود، لاستكمال البناء الوطني وتطوير المؤسسية، وإجراء إصلاحات جذريه شاملة في جميع المجالات، وجلالة القائد عندما يتحدث بهذه الثقة فإنها اللغة التي ظلّ متمسكًا بالمناداة بها متطلعًا إلى الأمام بثبات غير آبهٍ بالشائعات التي يروّج لها المشككون في المسيرة المباركة للأردن العزيز.
يختار الملك معان ويقول للأردنيين في كافة أرجاء المملكة، إن الوحدة الوطنية هي إحدى المقومات الأساسية التي تعطي الوطن القوة وتمنحه المنعة، وتحول دون التفتيت والاختراق الجميع فيه شركاء في العمل والبناء وحماية الوطن والالتزام بمصالحه، وأن كل أردني فوق المملكة يشكل جزءًا من مجتمع الأسرة الواحدة المتماسكة في السراء والضراء التي لا تقبل الفرقة والانقسام والتشتت وأنهم جميعاً، رجالاً ونساءً متساوون في الحقوق والواجبات مهما كانت منابتهم وأجناسهم وأديانهم وأفكارهم.
من معان حيث بوابة التأسيس كانت زيارة جلالة الملك يوم أمس فاتحة خير على الوطن لعبور مرحلة جديدة يستكمل فيها البناء على قاعدة أن الجميع مسؤول عما هو مناط به القيام به، وأن الواجب يدعونا إلى توحيد جميع الجهود فيصبح المواطنون صفا واحدا متراصّا لبناء الوطن وحماية أمنه وصيانة استقراره وصياغة مستقبله المشرق بعون الله.
(الرأي)